وذكر مراسل سانا في حماة أن وحدات من الجيش العربي السوري خاضت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية مع مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات التي تتبع له بريف إدلب الجنوبي الشرقي انتهت باستعادة السيطرة على قرية المشيرفة.
وبين المراسل أن الاشتباكات أدت أيضاً إلى القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وعتاد حربي كان بحوزتهم في حين لاذ باقي أفراد المجموعات الإرهابية باتجاه مناطق انتشارهم بريف إدلب الجنوبي.
وكانت وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها في الرابع عشر من الشهر الجاري على قرية اللويبدة غربية وتل خزنة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
إلى ذلك وسعت وحدات من الجيش العربي السوري انتشارها أمس في المحور الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي باتجاه محافظة الرقة وذلك ضمن مهامها الوطنية في الدفاع عن الوطن وحماية الأهالي.
وذكر مراسل سانا أن وحدات من الجيش دخلت نقطة جديدة غرب قرية عالية الحسين في الريف الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي لتأمين الاتصال والتواصل البري بين وحدات الجيش بين محافظتي الحسكة والرقة.
وكانت وحدات من الجيش وسعت الخميس الماضي انتشارها في ريف بلدة تل تمر وثبتت عدداً من النقاط في قرية تل شاميران بالريف ذاته لتأمين خطوط الإمداد التي كانت قد فتحتها بمحاذاة الطريق الدولي الواصل بين الحسكة وحلب قبل أيام والتي تربط محافظة الحسكة بالمحافظات الأخرى.
من جهة ثانية أشار المراسل إلى أن قوات الاحتلال التركي نقلت العشرات من عائلات المجموعات الإرهابية التي تعمل معها من تركيا وأسكنتهم في مدينة رأس العين بعد مصادرة منازل المواطنين ومنع الأهالي من العودة إليها، وقامت بنصب أبراج اتصالات تركية في المدينة، ونقلت كتباً مدرسية من تركيا إلى عدد من مدارس المدينة في إطار محاولاتها تتريك المناطق التي احتلتها مع مرتزقتها من التنظيمات الإرهابية.
وكانت القوات الاحتلال التركي وفي إطار عدوانها المستمر على الأهالي وممتلكاتهم الخاصة أدخلت أمس الأول عشرات العائلات من الأراضى التركية باتجاه مدينة رأس العين يرتدى قسم منهم الزي الأفغاني الذي اعتاد إرهابيو تنظيم «داعش» ارتداءه، واستقر قسم كبير منهم في الجزء الجنوبي من المدينة.
من جهة ثانية استشهدت طفلة وأصيب 17 طفلاً بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في حديقة إحدى مدارس قرية الطيبة بريف دير الزور الشرقي.
وذكر معاون مدير مشفى الأسد بدير الزور الدكتور عصام العرفي في تصريح لمراسل سانا أنه وصل إلى مشافي دير الزور ظهر أمس جثمان طفلة و17 طفلاً مصابين بجروح متفاوتة اثنان منهم بحالة حرجة نتيجة انفجار لغم من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في قرية الطيبة.
وبين الدكتور العرفي أن الإصابات التي تعرض لها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً ناتجة عن شظايا في مختلف أنحاء الجسم جراء انفجار لغم في إحدى زوايا حديقة المدرسة في القرية.
من جانب آخر كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن بريدا إلكترونيا مسربا أوضح أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلاعبت بتقرير حول هجوم كيميائي مزعوم في دوما بريف دمشق في نيسان عام 2018 لاتهام الجيش العربي السوري به وتبرير العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك.
وقالت الصحيفة في تقرير لها نشر أمس الأول إن عالما وظفته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يقول في بريد إلكتروني مسرب: إن التحقيقات على الأرض في دوما لم تتوصل إلى دليل قوي حول وقوع هجوم الغاز المزعوم فيها، مشددا على أنه تم إخفاء الحقائق بشكل متعمد في تقارير المنظمة .
وأضافت الصحيفة إن البريد الإلكتروني يشير إلى أن الأدلة التي جمعت في دوما وتم فحصها من قبل علماء غير سياسيين لا يدعم نسخة التقرير الذي تبنته المنظمة رسميا وأن هذا الأمر أدى إلى قيام المنظمة بإعادة صياغة التقرير إلى الحد الذي تم فيه تحريف استنتاجاته .
وبينت الصحيفة أن هذا الكشف المثير للدهشة والذي جاء بصيغة احتجاج عبر بريد قدمه أحد العلماء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الـ 22 من حزيران 2018 إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في المنظمة يعد أسوأ مثال على محاولة الدفع باتجاه دعم الحرب منذ ملفات طوني بلير المزورة لتبرير الغزو الأميركي للعراق.
وأوضحت الصحيفة أن البريد الالكتروني يقول إن التقرير الرسمي للعلماء المستقلين حول حادثة دوما فرضت رقابة شديدة عليه وتم اختصاره لدرجة تحريف الحقائق من خلال ترك معلومات رئيسية وإخفاء حقيقة أن آثار الكلور التي زعم العثور عليها في الموقع كانت مجرد عناصر ضئيلة للغاية بمعدل جزء في المليار وفي أشكال يمكن العثور عليها في أي مواد تبييض منزلية في أي بيت، مشيرا إلى وجود انحرافات كبيرة في تقرير المنظمة بحيث تحول إلى شيء مختلف تماما.
ولفت البريد وفق الصحيفة البريطانية إلى أن التقرير أخفى عدم تطابق تام بين الأعراض التي أظهرها الضحايا المزعومون في موقع الحادث وتأثيرات المواد الكيميائية التي تم العثور عليها بالفعل إذ أن الأعراض التي تظهر في مقاطع الفيديو لا تتطابق ببساطة مع الأعراض التي كان يمكن أن تحدث بسبب أي مادة موجودة في الموقع.
وبينت الصحيفة أنه بلغها في الأيام التي سبقت نشر الوثيقة الأصلية للمنظمة أنه تم إعداد تقرير ثان دون علم معظم علماء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وحذف منه الكثير من أهم نتائجه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من داخل المنظمة قوله إن هذه الخطوة تم الكشف عنها في اللحظة الأخيرة وقوبلت حينها باحتجاجات من قبل العلماء من بينها البريد الإلكتروني الذي أرسل إلى مسؤولين اثنين رفيعي المستوى في المنظمة والذي اطلعت عليه الصحيفة وأنه تم عرض تسوية يتم بموجبها قول الحقيقة حول الآثار الضئيلة من مادة الكلور ورغم ذلك فإن التقرير لا يزال منقوصاً بشكل كبير.
وقالت الصحيفة إن العلماء قبلوا هذا الأمر ولكن حتى هذا الوعد لم يتم الوفاء به وتم إصدار نسخة ثالثة من الوثيقة التي استبعدت الحقيقة الحيوية، لافتة إلى أن صياغة هذا التقرير كانت غامضة لدرجة أن المؤسسات الإخبارية حول العالم خلصت بشكل غير صحيح إلى أن غاز الكلور ربما تم استخدامه .
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه منذ ذلك الحين سعى العلماء المعارضون للتقرير منذ أشهر لإيجاد طريقة لوضع الأمور في نصابها الصحيح داخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكن جهودهم باءت بالفشل ما أدى إلى تسريب البريد الإلكتروني.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التسريب الجديد يأتي بعد تطورات مثيرة للقلق فيما يتعلق بتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن دوما تظهر أن هذه المنظمة تعيش أزمة حادة، مشيرة إلى أنه في شهر أيار الماضي ألقى تسريب آخر من مقر المنظمة في لاهاي بظلال من الشك العميق على مزاعم بأن أسطوانتي الغاز الموجودتين في موقع دوما قد أسقطتا من الجو وهو ما يعد جزءا حيويا من التهمة الغربية ضد سورية حيث بين الخبير بالأمور الهندسية والباليستية التابع للمنظمة إيان هندرسون بأن الاسطوانتين تم وضعهما يدويا ما يدحض تقرير المنظمة بأنهما أسقطتا من الجو.
إلى ذلك أشارت ديلي ميل إلى أن موقع «كاونتربانش» الأميركي الذي نشر العديد من المخالفات التي ارتكتبها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية طلب من المكتب الإعلامي للمنظمة توضيح سبب استبعاد مستويات الكلور الضئيلة جدا من التقارير المرحلية والنهائية كاشفا أن المنظمة لم تستجب لطلبه.
وشددت الصحيفة على أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مستقلة اسمياً لكن ميزانيتها السنوية البالغة نحو 75 مليون جنيه استرليني مقدمة من الدول الأعضاء حيث تأتي معظم الأموال من الولايات المتحدة الأميركية وأعضاء الاتحاد الأوروبي والناتو والكثير منهم يدعمون الإرهابيين في سورية موضحة أنه في عام 2002 أي في الفترة التي سبقت حرب العراق أجبر مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية آنذاك الدبلوماسي البرازيلي خوسيه بستاني على ترك منصبه بسبب ضغوط أميركية شديدة عليه احتجاجاً على خططه لجعل العراق يوافق على زيارة مفتشي منظمة حظر الأسلحة مايعني إمكانية عرقلة مخططات واشنطن المسبقة لشن الحرب ضد العراق بأي ثمن تحت مزاعم امتلاكه الأسلحة الكيميائية.