جعل الكثير من المربين يترددون تجاه قرار الإقلاع بدورات إنتاج جديدة لعدم قدرتهم على تمويل قيمة الأعلاف في ظل غياب دور مكاتب الدواجن التي كانت تقوم قبل الأزمة بتمويل قيمة الأعلاف للمربين لقاء تسويق إنتاجهم وتحقيق هامش ربح ، في حين لجأ البعض الآخر إلى خفض طاقته الإنتاجية إلى الحد الأدنى للحفاظ على تواجده في السوق وتقليل حجم الخسائر .
ومع تصاعد موجة ارتفاع أسعار الأعلاف التي تشكل حوالي 75 إلى 80% من إجمالي تكاليف الإنتاج، يضيف فإن أسعار منتجات الدجاج في السوق المحلية تشهد استقراراً منذ أكثر من شهرين حيث حافظ لحم الفروج على سعر يتراوح بين 950 إلى 1075 ليرة سورية، وطبق البيض بين 1050 إلى 1100 ليرة ارض المدجنة مع عدم القدرة على زيادة أسعار تلك المنتجات بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين، وهذا الواقع ينذر بحدوث انخفاض في حجم المعروض من البيض ولحم الدجاج في الأسواق المحلية، علماً أن الكثير من المستهلكين يعتمدون عليهما مصدراً رئيسياً للبروتين الحيواني في ظل الارتفاع غير المسبوق بأسعار اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب التي باتت بعيدة المنال عن أيدي كثير من المستهلكين .
وأشار إلى تدرج ارتفاع الأسعار حيث كان في العام 2007 سعر كغ الذرة الصفراء 14,73 ليرة و سعر كغ كسبة فول الصويا21,68 ليرة، وفي العام 2008 كان سعر كغ الذرة الصفراء 13,54 ليرة والذرة الصفراء 21,96 ليرة حتى وصل في العام الحالي سعر كغ الذرة الصفراء 150 ليرة و كسبة فول الصويا إلى 320 ليرة، موضحاً أن الارتفاع هذا اثر بشكل كبير على تربية الدواجن، منوهاً إلى أن العلف يستخدم لغرضين أساسيين، مصدر حيوي للحفاظ على درجة حرارة الجسم وضبط سير العمليات الفسيولوجية العادية في الجسم، ومواد بناء للحفاظ على العظام والريش، وكذلك ضمان تحقيق مستوى مقبول من إنتاج البيض واللحم وما إلى ذلك، حيث يزداد استهلاك العلف مع كل درجة انخفاض في درجات الحرارة لأن ذلك يشجع الطيور على تناول العلف، وعليه فإن من الأهمية بمكان إعطاء الدجاج الكثير من العلف لأنه يحتاج إلى دفعة حيوية إضافية للحفاظ على درجة حرارة الجسم، حيث يتغير استهلاك السعرات الحرارية للطيور في اليوم مع تغير درجات الحرارة المحيطة.
وأكد أن التحديات التي يفرضها تغير المناخ على نطاق واسع تتمثل في حزمة معقدة من العوامل أبرزها فقدان أو انخفاض الإنتاجية، وزيادة التكاليف، وارتفاع معدل استهلاك العلف للتكيف مع برودة الطقس، كما تزيد الظروف المناخية العواصف ، والثلوج من الإجهاد و تؤثر سلبًا على الإنتاجية.
وقال: رغم أهمية فصل الشتاء وما يحمله من تباشير غيث السماء الذي ينعش الحياة، ويرسم البسمة على وجوه المزارعين، إلا أن له مع مربي الدواجن حكاية ثانية ، فهو يحمل معه مخاطر ومفاجآت عدة وخسائر غير متوقعة ، فهذا الموسم له تأثير لا يصدق على تربية الدواجن، حيث أن انخفاض درجة الحرارة الشاملة في فصل البرد يعتبر من عوامل الإجهاد الكبيرة التي تخفض مستوى مناعة الطيور وتساهم في ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المعدية ويرفع فاتورة العلاجات البيطرية، ما يؤدي إلى تعقد القضايا المختلفة مثل انخفاض إنتاج البيض وتقليل استهلاك المياه وتناقص الإنتاج وما إلى ذلك، مؤكداً ضرورة مؤازرة مربي الدواجن في فصل الشتاء، وخاصة أن الساعات الأولى من 24 إلى 48 ساعة تعد أساسية في حياة الطيور، حيث يؤثر ذلك على الصحة والأداء طوال دورة الإنتاج بأكملها، منوهاً أن درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء تتسبب في سقوط الهواء الذي يدخل الحظيرة بسرعة كبيرة على الأرض، بسبب زيادة وزن الرطوبة وذلك بدلاً من الاختلاط بهواء أكثر دفئًا في الحظيرة وسقوطه ببطء أكبر، مبيناً انه عند سقوط هذا الهواء البارد الرطب، تتحول الفرشة إلى بيئة مناسبة لنمو وتكاثر العوامل الممرضة للدواجن، فضلاً عن عدم قدرة الصيصان على تنظيم درجة حرارة جسمها حتى يبلغ عمرها 12-14 يوماً ويصبح من المهم والضروري تدفئة مساكن الدجاج لرفع درجات حرارة الهواء والأرض ما يعني ارتفاع تكاليف الإنتاج.