ولأن ما كشف عنه هو بمثابة مقامرته الاخيرة فإن عزلة سياسية ضربت على الرئيس بوش داخل الكونغرس الديمقراطي ومن الرأي العام الامريكي والعالمي وها هو الآن يواجه عزلة من ابناء جلدته في الحزب الجمهوري, بل تمرد كما قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية حول قرار زيادة القوات في العراق في وقت تتصاعد فيه المعارضة الشعبية لهذا القرار ويستعد الكونغرس لخوض اعتى معركة دستورية حول سلطات الرئيس في وقت الحرب منذ حرب فيتنام وفي وقت كشفت فيه صحيفة المانية ان تكاليف الحرب على العراق ارتفعت الى 3 آلاف مليار دولار.
واوضحت الصحيفة في تقرير لها امس من واشنطن انه وبينما يقوم بوش ونائبه ديك تشيني بالتنديد بانتقادات الديمقراطيين للاستراتيجية الجديدة في العراق فإن البيت الابيض يحاول منع تمرد داخل الحزب الجمهوري بشأن هذا الموضوع وتجرى محاولات لي الاذرع من قبل الرئيس الذي يحاول الحصول على تأييد قادة الجمهوريين في الكونغرس ومنعهم من الانشقاق عنه.
واشارت الصحيفة الى ان البيت الابيض وعلى الرغم من اصراره على ان له وحده حق تحديد اسلوب ادارة الحرب الا ان الادارة قلقة جدا من صدور قرار غير ملزم في الكونغرس يعمل عليه الديمقراطيون ويحتمل ان يدعمه بعض الجمهوريين يعارض استراتيجية بوش في العراق مايؤدي الى تآكل مصداقية بوش وسلطته ويعتبر دليلا اضافيا على خسارته في الكونغرس وداخل حزبه.
أما صحيفة واشنطن بوست الامريكية قالت امس انه وبعد مرور اربع سنوات على الحرب الاميركية على العراق وانهيار التأييد الشعبي لبوش وسياساته وخسارة الولايات المتحدة الاف الارواح وانفاق مئات المليارات من الدولارات فان العراق اصبح فيتناماً اخر بالنسبة لاميركا.
وأضافت الصحيفة في مقال لها بقلم الصحفي المخضرم روبرت كايسر الذي غطى لمدة ثمانية عشر شهرا الحرب الامريكية على فيتنام أن هزيمة الولايات المتحدة في العراق ستسفر عنها نتائج كارثية على العراق والمنطقة والولايات المتحدة معربا عن دهشته إزاء إقدام الولايات المتحدة على تكرار تجربتها الفاشلة في العراق بعد فيتنام.
وأقرت الصحيفة الامريكية أن العراقيين جميعا تقريبا يقفون ضد اميركا وليس مجموعة واحدة مضيفة أنه بحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها فان أغلبية الشعب العراقي بكافة أطيافه تريد رحيل الولايات المتحدة عن بلادها.
وأضافت الواشنطن بوست أن الحرب على العراق أدت الى تشكيل فراغ في بعض طبقات المجتمع العراقي بعد هجرة مئات الالاف من الاطباء والعلماء والمحامين وأساتذة الجامعات العراقيين لبلدهم موضحة أن الدرس الذي يجب الاستفادة منه هو ضرورة تحديد الهدف من أي حرب قبل شنها وتحليل الموارد المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.
واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن استراتيجية بوش الجديدة تجاه العراق لن تحقق أهدافها بسبب عدم قدرة الامريكيين على تحقيق أهداف موضوعية لانهم محتلون وغرباء عن هذا البلد بكل معنى الكلمة.
وإزاء كل الضغوط والعزلة التي تحاصر بوش فقد نفى الرئيس الامريكي ان يكون في حالة مزاجية سيئة لأن حرب العراق لم تمض كما يرام وقال ان (جلده سميك) يتحمل النقد.
ونقلت رويترز عن بوش قوله في مقابلة مع برنامج (60 دقيقة) بمحطة سي بي اس الامريكية انه ليس ذلك الرجل الذي يشعر بالقلق بشأن الانطباعات عنه مضيفا انه قلق اكثر بشأن اتخاذ ما وصفها بالقرارات الصحيحة لحماية الولايات المتحدة.
ورأى الرئيس الامريكي انه امضى وقتا طويلا في الاستماع الى اشخاص يتحدثون عن سياسة الولايات المتحدة في العراق وعلق على استراتيجيته الجديدة في العراق بالقول انه يدرك تماما ان القرارات التي اتخذها قد تؤثر على حياة فرد يرتدي الزي العسكري او على حياة طفل ينشأ في امريكا بعد 20 عاما.