تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وإن أخذ من التاريخ... /السهر وردي/ عمل معاصر بأفكاره وإسقاطاته

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 18/4/2006
آنا عزيز الخضر

/السهر وردي/ عرض مسرحي استلهم من التراث الاسلامي فوظفه في مسرحة الأفكار, وأضاء تاريخ فكر نير بحث بإصرار

عن الحقيقة لم يثنه أي عائق ترغيباً كان أم ترهيباً حيث يدور العمل حول الشخصية التاريخية الشهيرة /السهر وردي/ الذي مات فداء لفكره ومعرفته, حيث فلسفته وأفكاره حرة منطلقة وقد نهل من الفكر الاسلامي, فأعاظت حرية فكره تلك المتزمتين ووصل الأمر الى حد تكفيره وتعدد صورة ثنائية صراع تتكرر دوماً هي ما بين القمع والفكر? ما بين التعقيب المتحجر والحرية والتي تكاد أن تكون أبدية, أكدها ذلك الراوي الذي ربط بين الماضي والحاضر بحواراته وأشعاره الحديثة وأناشيده التي تخللت العمل, أما التوظيف لتقنيات إبداعية متنوعة نجحت بنقل المتلقي الى الأجواء التاريخية القديمة وساعد ذلك الديكور, السهل الحركة, المليء بتفاصيل وجماليات موحية التصقت بالزمن القديم, وتمكنت النهل من مناخاته, لتعود الحوارات المسرحية تنقلنا الى الحاضر, وتتحدث بلسان فكر حر يخاطبنا رغم جذوره البعيدة والضاربة عمقاً في التاريخ.‏

وحول /السهر وردي/ قال المخرج غسان جباعي: ليس من السهل تناول هكذا شخصية فهي تحتاج الى بحث تاريخي ومعرفة هائلة للتمكن من عكس جوهر ما, وقد اتهم السهر وردي بأنه شخص بهلول, قليل العقل وإذا ما قرأنا كتبه ك /حكمة الإشراق/و/هياكل النور/ فنكتشفت أننا أمام انسان عظيم, وقد أكمل مشروعه الفكري /ابن عربي/ ورفعه الى المصاف العليا.‏

حول الآراء النقدية للسهر وردي قال المخرج: جميل جداً أن يصنع العمل الفني حوارات وإشكاليات فالهدف الأساسي من عرضه هو صناعة الحوار, حيث أتحدث في العمل عن مثقف اختلف مع الآخرين وأراد أن يفكر فقاده التفكير الى الموت تحت شعار أنه /زنديق/, وقد أكدت أفكاره ما دعانا إليه رب العالمين في أكثر من نص قرآني وقد دعانا الى التفكير في كل شيء, صحيح أخذنا العرض عن نص /عبد الفتاح قلعجي/ لكن أخذ منا الكثير, لأننا لسنا بصدد الحديث عن المذهب, إذ أننا نحاول أن نطل على الحاضر, فهناك ما يعترض ضرورة الاختلاف, ذلك الذي يبدو في كل مكان وزمان كأنه جريمة بحد ذاتها. لذلك سعينا كصناع عمل أن نبرز حياة انسان آخر وأبدع أفكاراً هي في منتهى الأهمية. وقد زاوجنا بين الماضي والحاضر بخلق شخصية الراوي الذي يرتدي لباساً حديثاً ويقول أشعاراً حديثة أيضاً, كدلالات وجسور رابطة بين الماضي والحاضر ويمكننا اعتبار السهر وردي عملاً معاصراً بإسقاطاته فلم نتحدث عنه بالشكل المتحفي, وإنما حللنا مرحلة تاريخية بعمق, وقدمنا دعوة صارخة للتفكير وعرضنا منهجاً فكرياً ومعرفياً أما حول الحديث عن صلاح الدين وأمره بقتل /السهروردي/ وهل من المفيد ذكره, أجاب المخرج: إنه مفيد لأنه من الموضوعية بمكان أن ننتظر الى شخصياتنا التاريخية بشكل واقعي فهم بشر من لحم ودم ولديهم أخطاء, حيث لم يكن لدينا مهرب من ذكر ذلك لا تاريخياً ولا معرفياً, إنها حقيقة ولم نقصد الاقلال من أهميته التاريخية كرجل عظيم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية