تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نظرة من الداخل ...خسارة مربحة

فنون
الثلاثاء 18/4/2006
جهاد عبدو

حتى اليوم نحتفظ ببعض منها .. في حقائبنا أو في خزائننا أو على جدران منازلنا .. ولا نزال ننقلها معنا حيث حللنا .

أو مفاهيم اقتنعنا بالعاطفة المحضة أو من حرمان أنها فعلاً لنا فتبنيناها ونحن ندرك تماما أنها ستدفع بنا إلى الأمام .. فرفعنا لواءها سرا وعلانية .. حاربنا من أجلها أعز الناس وأقربهم بضراوة غير مسبوقة .. أو حتى أناس اصطفيناهم من بين ألوف غيرهم .. آمنا بهم وسط استغراب وسخط المحيطين .. وحاربنا الدنيا بأسرها من أجلهم .. قسرنا سلوكنا .. استبدلنا ردائنا بلباس من خزائنهم .. غيرنا أسمائنا بأخرى لا تحتوي حرف الضاد .. وجوهنا التي كنا نراها في المرآة.. أمسينا نراها فقط بعيونهم .. ثم تركنا عالمنا الذي كان يؤوينا .. ويرعانا .. أدرنا له ظهورنا ودخلنا عالمهم الغريب , وكلنا أمل أن يصير عالمنا نحن .. رفعنا جدراً عالية بيننا وبين الآخرين لنثبت لهم أننا معهم .. ولهم .. ومن أجلهم . نسينا لغتنا .. وتلعثمنا ضاحكين بلغاتهم المختلفة .. حملناهم على أكف الراحة .. دخلنا في دوامات لنفاجئهم بما يرضيهم ويسعدهم .. أحببنا طعامهم مكرهين .. وتناسينا أطايب ما تعودنا على تناوله على موائد بيوتنا .. وأضحينا نلتقي مع من باع راحة نفسه من أجل راحتنا على الهاتف الجوال .. ومع مرور الزمن تعودنا على هذه الأشياء .. وخبرناها بكل حالاتها .. وحين انتهى شهر العسل معها .. وأدركنا أنها لن ترد لنا من المودة والاندفاع نظرة امتنان .. وأنها كانت تعتبر ذلك واجبا علينا .. بدأنا نعيد حساباتنا .. فانخفضت حرارة الجسد فينا .. وبتنا نبحث عن نفق .. نعود من خلاله وحيدين كي لا يرانا أحباؤنا .. فخسرنا الأشياء .. وكسبنا أرواحنا وقلوبنا الكبيرة النابضة وأرضا نقف عليها .. وأدركنا من جديد أننا بخسارتنا هذه إنما نحقق أعظم الأرباح .. فهل ستسبب خساراتنا المربحة هذه تعودا على مفهوم الخسارة .?‏

jihadyabdo@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية