تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكربات في الفن... قلق الفنان

فنون
الثلاثاء 18/4/2006
عادل أبو شنب

زرت الرياض في أواساط الثمانينات من القرن الماضي,بشأن خاص ونزلت في فندق انترناشيونال,لفت نظري وأنا استريح في مطعمه أو في بهوه شخص كان يتكلم مع نفسه,وعندما دققت النظر اكتشفت أنه المطرب والممثل اللبناني محمد سلمان الذي كنت رأيته في السينما المصرية ممثلا ومطربا في الأربعينيات,كان قد تقدم في السن,واصبح أصلع,لكن سحنته بقيت هي هي .

رأيته أكثر من مرة في الرياض على تلك الحال,جالسا أوماشياً,وهو يتكلم مع نفسه بشفتين تتحركان وان لم اسمع صوتا,ترى,ما الذي كان يشغل محمد سلمان الذي ظهر في السينما المصرية في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه كل من نور الهدى والشحرورة صباح, أيتعلق كلامه مع نفسه بمشكلة مستعصية?ماذا دهاه,حتى راح ينطوي على نفسه,مكلما إياها دون أن يعبأ إلى الناس في الفندق?‏

أسئلة كثيرة طرأت على بالي,حتى تجرأت واستوقفته في بهو المطعم,وقلت له:‏

الاستاذ محمد سلمان?‏

نعم ,من أنت?‏

واحد من جمهورك القديم‏

أهلا وسهلا.‏

وتجرأت أكثر فسألته:‏

ألا قل لي أرجوك ,لماذا تكلم نفسك?‏

سألني:‏

هل أكلم نفسي?‏

قلت له:‏

بشكل ظاهر,تستطيع أن تسأل جميع من في المطعم‏

نظر إلي نظرة شبيهة بالتأنيب ,وقال:‏

عندي أسبابي وما دخلك انت?‏

قلت له مبتسماً:‏

لا دخل طبعا,لكنني أخاف عليك,لأنني أحبك ,أنت فنان‏

ورأيته ينزل من قمة عناده,استسمحني‏

وقال :وفي عينيه مأساة الدنيا:‏

مصيبة المصائب.. نزلت على رأسي‏

قلت:‏

خيرا إن شاء الله.احكها..‏

قال:‏

ألفت ألحانا,وأعطيتها لمطربين سعوديين وحتى الآن لم يتصلوا بي,هذا ما يشغلني.‏

أدركت أن إقامته في الفندق تتطلب مالا,وأنه مفلس,وهممت بأن أعرض عليه مالاً لسد بعض حاجته,لكنني لم أفعل ,فقد رأيت رجلا يتجه نحوه وتحييه,فودعته بعد حوالي ساعة رأيت محمد سلمان ضاحكا متفائلا,لايكلم نفسه.‏

خيرا,هل انحلت ازمتك?‏

انحلت ولله الحمد,كم كنت قلقا,وجاء من سدد لي حسابي وأعطاني كل ما أريد ,الحمد لله..الحمد لله.‏

كانت هذه هي المرة الوحيدة التي رأيت فيها محمد سلمان,لكنني من هذه المرة أدركت قلق الفنان ومكابدته,وابتسمت ورددت المثل الشعبي القديم:(زبيبه بتجرة)‏

إن الفنان ,أي فنان ,هوكتلة من الأعصاب والتوتر والقلق,وحق علينا أن نراعي هذا الأمر في تعاملنا معه,وكدت اقول إن الفنان نصف مجنون.‏

تعليقات الزوار

عمر حرزالله |  amor2000ae@yahoo.com | 22/08/2006 20:48

تابعت كثيرا من أغاني الفنان محمد سلمان وأفلامه القديمة التي مثلها في مصر وكان له شخصية مميزة وصوت رائع وكم أتمنى أن أن اسمع له أغنية وطنية نادرة تحمل عنوان علم الاعروبة وهي تقطر بالوطنية ويقول مطلعها : لبيك يا علم العروبة كلنا نحمي الحمى لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما............. ودمت أخي الكريم

هاتي بياني |  sbaeshen@hotmail.com | 03/10/2006 00:22

هذا الفنان الفذ له أغنية مشهورة وهي أد أيش الساعة يا ست أحبها ولا زالت أدندن بها حتى اليوم. كم أتمنى أن أحصل رابط تسجيل لها. لقد كان عملاقا ولا نعرف اليوم عنه شيء. ليت أهل الفن يصدرون موسوعة لكل الفانين العرب من المحيط للخليخ ستكون مصدرا ضخما للمعلومات عن جميع الفانين. أدرك أنه عمل ضخم ومضنى لكن الهمم الكبار لا يقف أمامها شيء.

يحيى حرزالله |  hrzallah@yahoo.com | 06/02/2007 09:36

في هذا العصر الذي كثر فيه المطربين أسماَ فقط وليس فعلا وكم نحن بحاجة الى فنلن كمحمد سلمان الذي يطربنا في صوته ويشدو لنا بالأغاني الوطنية والشعبية ونستعيد ذكريات جميلة كانت ولا تزال موجودة في أعماق كل شخص عربي.

سمير حزرالله |  sameerherzalla@yahoo.com | 23/07/2007 15:03

اه على ايام زمان وزمن محمد سلمان - عمرها ما بتنعاد

عمر حلي حرزالله |  amor2000ae@yahoo.com | 28/04/2008 09:52

أتعلمون لقد استطعت الحصول على بعض الأغاني الوطنية النادرة مثل لبيك يا علم العروبة لمحمد سلمان ودع سمائي لفادية كامل وإنده على الأحرار لعبد الوهاب وهي اغاني رائعة من الزمن الجميل وتنبض بالوطنية ومن يرغب بسماعها رجاء مراسلتي يمكنني ارسال اي اغنية وطنية

محمد الشراري |  ma_6784@hotmail.com | 09/04/2009 02:00

انآ من المعجبين بالفنان محمد سليمان وخاصة ان اسمه على اسمي واتمنا من الفنان محمد انه يقدم لنا بوم جديد زي البوم عام 2002-2001-2003-2000 كانت احلا ابدع الفنان محمدالسليمان واتمنالك التوفيق يافناني محمد السليمان وشــــــكــــراً آخــــــــــــــــــوكم: مــــحـــمـــد الـــشـــراري

ناهاه |    | 15/02/2010 16:19

ابغا احمل اغاني محمد السليمان 2003وشكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية