فالمسرحي رأى أن المسرح بات ومنذ سنوات في مرحلة ما بعد الاحتضار أو الموت السريري , والسينمائي يرى أن فيلماً أو اثنين فقط في تاريخه الفني أمراً مروعاً يدعو إلى الإحباط لا بل إلى الدهشة واستغرب (هل يصح أن يطلق على لقب سينمائي من خلال فيلمين فقط ??) , وثالث ندب حال الموسيقى والغناء وما آلت إليه من تدهور سريع ورابع انتقد الأعمال الدرامية التي يفرض فيها منتجوها منطقهم المادي وتساءل أين هي العادات والتقاليد المهنية في الإنتاج الدرامي .. وخامس أعاد السبب في أي فشل إلى الإدارات الفردية التي تنادي بالمؤسساتية وتنتهج الفردية في عملها .. وسادس .. وسابع ..
وما أن انتهى الجميع من الكلام حتى نظروا إلى بعضهم بعضاً .. وفجأة ضحك أحدهم فتبعه الآخرون ليعلنون بذلك كسر حاجز النقد الذي ذهبوا إليه في حديثهم لقناعتهم أن الحال لن يتم إصلاحه بعصا سحرية وما غضبهم إلا بدافع خوف المبدع ولكن (فالج لا تعالج) أمام آلية كل فيها يسعى لرمي الثقل على الآخر فإن لم يكن هناك عمل جاد وحقيقي سيبقى الكلام كله حبيس التمنيات وإثارته مجرد (زوبعة في فنجان) ..