في عالم الوطنية هناك أنثى، وفي عالم الخيانة والجاسوسية هناك امرأة، في عالم الرجال هناك المرأة المسترجلة وفي عالم الرجال أيضاً هناك الأنثى اللطيفة.. وفي عالم الإرهاب هناك صناعة امرأة.. بل امرأة لكل المهمات!
وفي قاموس المرأة اليوم وضمن هذا العالم المكلف الأثمان تبدلت الأدوار واختلفت النظرات والنظريات، فلم تعد الفتاة الشقراء أو السمراء أو البيضاء مجرد قامة أو شخصية للغزل ونسج الأشعار أو التقرب لإقامة علاقة حب ثم زواج، بل أصبح لبعض الشقراوات والسمراوات والبيضاوات ومابين كل هذه الأوصاف مهمات ووظائف جديدة في لغة الإرهاب فكن شبكة الصيد وسنارته وعصب عجلات التحرك في عالم القرن الواحد والعشرين والذي من أهم مزاياه انتشار الفقر والجوع والتصحر واستغلال القوي للضعيف وانتشار الفاحشة والرذيلة كل تحت عنوان استعبادالشعوب والصورة واضحة جداً في عالمنا العربي والإسلامي.
ففي الحالة السورية ومن خلال الحرب الدائرة رحاها اليوم على هذه الأرض انكشفت جميع الأدوار الحقيقية والمزيفة لتلك المرأة المرتزقة الجاسوسة، العميلة، المحرضة، القناصة، الرذيلة، الباغية سواء أكانت في الداخل أو تلك التي جاءت من الخارج لتساهم في زيادة منسوب القتل والإجرام واتساع مساحة الدماء النازفة من أجساد السوريين الذين لاذنب لهم سوى أنهم يفخرون بسوريتهم ويحبون ويعشقون أرضهم وهويتهم.. ولأجل هذه الميزات الوجودية جند مطبخ/ الإرهاب النساء العاهرات وعلى مستوى الكرة الأرضية للعمل سلباً ضمن حواضن الخونة وبيئات التعصب المنفلتة من عقالها ، عقال الخبث والحقد والكره وتنفيذ الأوامر الجهنمية من الأصيل والوكيل..
بعض من كل
فمن منا لم ير أم جعفر القناصة التي تتباهى بحمل السلاح وفنون القتل التي تمارسها في بلدنا.. وتلك أم خالد خريجة ملاهي الليل التي ذاع صيتها في مدينة حمص الجريحة.. والتي كانت تروي ساديتها بشرب دماء الأبرياء وتقطيع أوصال الأحياء من البشر فهي كانت تتلذذ بتعذيب المخطوفين على يديها القذرتين، وكم وكم من النساء تم إلقاء القبض عليهن وهن يتحضرن بأحزمتهن الناسفة لتنفيذ الموت في الأماكن والمؤسسات العامة والخاصة ذات الميزة التفضيلية في وقاع العمل والإنتاج.. وكم من خبر تسرب عن إلقاء القبض على شبكات تجسس ودعارة وترويج المخدرات ونشر الأمراض.. وكم من امرأة خسيسة سورية أم غير سورية تنكرت لإنسانيتها وخانت بلدها الذي صنع منها نجمة حيث عملها وموقعها لتتبجح على المنابر في خلوات الليل والغرف السرية وتنفث سمها المدفون في وجه السوريين، وكم من امرأة إرهابية باعت كرامتها وعرضها بأبخس الأثمان وأوسخ وأقذر الأموال..
هي لائحة تطول وتطول في قائمة هذه الشريحة الوضيعة.
بالمقابل
بالمقابل هناك المرأة العربية السورية الأصيلة الوطنية التي أثبتت بالقول والفعل والسلوك حيث هي وحيث تعمل بأن هويتها من خانة الوطن واسمها يعلو بعلو الوطن وكبرياؤها يسمو بشموخ الوطن ..
فكانت الأمينة والمؤتمنة.. وجدناها في الساحات الحقيقية تعلي الرايات وفي موقع العمل تعطي بلا حدود.. وفي البؤر الساخنة تحرق الأسلاك وتتحدى الموت لا تساوم على أرضها ولا على أبيها وزوجها وأخيها هي شمعة أضاءت للوطن بعض طرقات العتمة التي رسمها الظلاميون بجهل مخيلتهم وإفلاس عصبيتهم ، فكما هناك إمرأة تصنع الموت والحياة هنا بمعناها الراقي الذي أفصحت عنه أمهات وزوجات الشهداء اللواتي سطرن في دفتر الوطن أروع ملاحم الصمود ورفعة الحزن والدموع التي حولنها في لحظات القهر إلى كلمات تعادل بوقعها حجارة سجيل التي قصمت ظهر الأعداء والكفار وكل من لبس لبوس الضلال .