اليوم هو يوم آخر مختلف ،يوم وداع عام و استقبال آخر ، و لن نودعه بكسر الجرة وراءه ،و لا بفاصلة ترقيم لنبدأ عاماً جديداً روتينيا ،و نسلم للحظ و القناعة أيامنا و سنوات عمرنا ،و نستسلم لهما يأساً :عنوة أو كسلاً ،و على شماعة الأزمة نلقي الأحزان والهموم و التطلعات و الأحلام .
غداً يوم جديد، و سنة جديدة و لكل جديد بهجة تسر عين الناظر ،و تختلج الروح لها، تدوم و تستمر بدوام المحبة و العمل و الإتقان و الإخلاص و الصدق و الإيمان بالقضاء بالقدر...
أمامنا سنة جديدة ، و وقت من ذهب إذ لم تستثمره بالمفيد و الممتع ذهب.
أمامنا مزيد من الأيام البيضاء، نلونها حباً و عملاً و مثابرة و تفاؤلاً،يطوقنا الجيش العربي السوري بالأمان و الطمأنينة،و يعجل بأخبار انتصاراته ،و يزرع التفاؤل و الأمل بالنفوس،لتصبح معجزة إعادة البناء حقيقة و واقعاً.
أعمارنا الحقيقية ليست بحساب السنين هي بحساب العمل و العطاء فلينظر كل منا في هذا اليوم و ليسأل نفسه كم عمره الحقيقي ،الحظ ليس أكياساً من ذهب تهبط من السماء و القناعة كنز لا يفنى ،هي الإرادة و المثابرة سر صمود السوريين و خلاصة تجارب الأجداد و الشعوب للرقي و التقدم و تحقيق الأحلام.
سنوات الأزمة التي قاربت الأربع سنين _لا أطال الله بعمرها_ لا تخيفنا ليس لأننا اعتدنا الحرب و نكباتها و لكن السيل المارق يمر والينبوع الأصلي يخر مجدداً