لم يترك هذا النظام وسيلة قديمة أو حديثة إلا واستخدمها لتصفية كل من تجرأ على انتقاده والكشف عن انتهاكاته فوصل به الأمر إلى تحويل موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أداة للتعبير عن حرية الرأي إلى أخرى للقمع والاضطهاد .
نظام بني سعود لم يجد حرجاً باستغلال التكنولوجيا الحديثة لترهيب معارضيه فقام بتجنيد أشخاص يعملون لدى شركة تويتر للتجسس على معارضين وجهوا انتقادات له عبر منصة التواصل الاجتماعي هذه ليحول بحسب ما رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ما يستخدم بأداة نافعة للتعبير عن آراء الأشخاص الذين يتم اضطهادهم إلى أداة للاضطهاد .
وزارة العدل الأمريكية كشفت الأسبوع الماضي أن محكمة فيدرالية في ولاية سان فرانسيسكو وجهت اتهامات لموظفين اثنين سابقين في تويتر إضافة إلى رجل آخر من جنسيات سعودية وأمريكية بالتجسس على مستخدمين للموقع انتقدوا نظام بني سعود فيما أشارت واشنطن بوست في هذا السياق إلى أن النظام السعودي يستخدم موقع تويتر لتلميع صفحته من جهة وقمع المعارضين له وملاحقتهم وتشويه سمعتهم من جهة أخرى .
الصحيفة الأمريكية تحدثت عن الناشط السعودي عمر عبد العزيز الذي يقيم في كندا وكان واحداً من بين أكثر من 30 ناشطاً سعودياً آخر تعرضوا لابتزاز النظام السعودي باستخدام مواد سرقت من هواتفهم المحمولة بعد اختراقها بنظام تجسس صنعته شركة إسرائيلية اسمها «ان اس او غروب» مشيرة إلى أن عمليات الابتزاز هذه كانت رداً على انتقادهم النظام السعودي عبر تويتر.
عمليات القمع والانتهاكات لدى النظام السعودي تزايدت بشكل واضح وبحسب توثيق منظمات حقوقية عالمية أبرزها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش منذ وصول ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إلى الحكم حيث اتسعت عمليات الاعتقال والتعذيب التي تستهدف طيفا واسعا من المجتمع السعودي بمن فيهم المثقفون ورجال الدين والنشطاء الحقوقيون إضافة إلى رجال أعمال بارزين وناشطات يدافعن عن حقوق المرأة تجرؤوا على انتقاد سياسات النظام السعودي.
هيومن رايتس ووتش أكدت في وقت سابق أن النظام السعودي استخدم تقنيات المراقبة التجارية المتوفرة لقرصنة الحسابات الإلكترونية لمعارضي سياساته وبعد أن كانت منصة تويتر منفذا للكشف عن انتهاكات ابن سلمان وحملاته التعسفية بحق المعارضين له تحولت إلى كابوس الكتروني وطريقة جديدة لكم الأفواه .