وهو الأمر الذي أحبط وأجهض الكثير من الطموحات والأطماع الصهيو- أميركية والعثمانية في تلك المنطقة.
فقيام الإدارة الأميركية مجدداً بإدخال معدات عسكرية ولوجستية إلى الأراضي السورية، وكذلك مواصلة نظام أردوغان لممارساته الإرهابية والإجرامية بحق أبناء الشعب السوري في القرى والبلدات الحدودية، وخاصة تلك التي دنستها قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية العميلة لها، يؤكد إصرار واشنطن على الاستمرار بسياسة العبث بالقواعد والمعادلات، ومحاولة خلط الأوراق ريثما يتسنى لها تحقيق أهدافها وأطماعها في الجغرافيا السورية، والتي تبدأ من حماية الكيان الصهيوني، مروراً بالسيطرة على منابع ومصادر النفط والثروات الطبيعية، وصولاً إلى بناء قواعد عسكرية ثابتة تشكل لها من جهة أوراق ضغط وقوة لمحاولة فرض هيمنتها وقرارها، وتشكل لها من جهة أخرى أداة استغلال وابتزاز على حلفائها وشركائها وأدواتها لتحصيل أكبر قدر من المكاسب والأثمان السياسية والاقتصادية.
بحسب المعطيات المتوافرة بغزارة على أرصفة المشهد، يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تصرُّ على المضي بالسير في عكس الاتجاه الذي تهب منه رياح التحولات والتطورات التي باتت تشكل خطراً كارثياً على المشروع الأميركي برمته، وهذا بحدّ ذاته يشرع الباب مجدداً على الاحتمالات والخيارات كافة، التي من شأنها أن تدفع بالجميع إلى حافة الهاوية.
الأهم من ذلك كله هو أن دمشق ماضية في طريق محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً وتطهير كل بقعة من تراب هذه الأرض من رجسه ونجسه، وبالتالي فهي لن تسمح لأحد من الغزاة والطامعين والحالمين بالوقوف في طريقها وحرفها عن إعادة الأمن والآمان والاستقرار إلى ربوع الوطن كافة.