ورغم التأكيد وفي غير مرة وليس آخرها حديث السيد الرئيس بشار الأسد للصحافة عن جدية الحكومة في محاربة الفساد، فإننا مازلنا نقف خلف الصفحات الزرقاء في نشر قضايا فساد كبيرة أبطالها ربما مفاصل نعرفها، لتتسع الدائرة عبر التعليقات وتداول رواد تلك الصفحات وكأنها الوليمة التي يشتهون التهامها دون مراعاة لحقيقة مايجري، وفي اقتحام لحصانة ذاك المسؤول أو هذا المفصل الوزاري.
فلماذا لانتسلح بالجرأة اللازمة والموضوعية وتقديم الحقيقة للجمهور بشكل واضح، ونحن نعلم أن إعلامنا استطاع عبر سنوات الحرب أن يكون على قدر كبير من الجدية والمهنية العالية اكتسب خلالها ثقة الجمهور واحترامه، فالمعلومة عندما تصدر من جهة مسؤولة لابد أن تكون مصداقيتها عالية، وبذلك وكما يقول المثل «نقطع الشك باليقين».
وبدل أن تتداول الألسن قضية هنا وقصة هناك، وبدل أن تنسج حكايات تطال شخصيات اعتبارية، يقف الجميع عند الحقيقة الدامغة، وهذا لاشك يخلق نوعا من الاستقرار والثقة بالإعلام الذي مهمته إلقاء الضوء على مواطن الفساد وكشف المفسدين والإشارة إليهم بعين المواطن الواعي النزيه.
وبشفافية يمكن القول:إن الصفحات الزرقاء مهما كان دورها كبيرا في تجييش الناس في قضية ما، يبقى الإعلام الوطني هو المعني بمهماته في التعبير عن مصالح الناس وكشف الظواهر التي تسيء للمجتمع مع مراعاة الدقة والمصداقية والدليل القاطع، وبسلطته الرابعة قادر أن يكون صوت المواطن وضميره الحي.