بحضورها الأنثوي الطاغي، بثقافتها، بانفتاحها وبخفة دمها حين تواجه الأمور الحياتية الضاغطة بابتسامة لتمسك زمام الأمور بحكمة وثبات، فعلى طاولة البرنامج الحواري «ما ورد» الذي تعرضه قناة لنا, اجتمعن فتتحاورن باختصاصاتهن المختلفة، يتحدثن ويتشاركن عن مشاكل المرأة وضغوطها وكل ما يجول في عالم حواء جهراً وعلانية، يرسلن طاقة إيجابية للنساء عبر حلقات برنامجهن، المشتق اسمه من الماء ورد الذي يعبق بعطره الشامي الأصيل.
حوار يجمع المقدمات /كريستينا كشر/ خبيرة التدريب والتواصل المختصة بتطوير القدرات الإدارية والشخصية والتي تعد أول متحدثة تحفيزية في سورية، مهندسة الديكور /رولا حداد/ وهي خريجة جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية، واختصاصية التغذية العلاجية /تالا الصمصام/، ومقدمة النصائح الجمالية الطبيعية /ماريلين توتونجيان/.
يجلسن جلسة أنيقة تشدنا كمتلقين لرسالتهن الاعلامية التي تعزز المشاركة الاجتماعية وتمنح قيمة مضافة للحضور عبر معلومات عصرية. فتلقي الفقرات الضوء على كل ما هو غريب، يلفت نظر المتابع، فتميز البرنامج وتفرد في الكثير من حلقاته، بالرغم من المحتوى الشبيه للكثير من البرامج، ففي النهاية يواكب البرنامج آخر صيحات المجتمع، وينقل معظم فعالياته الاجتماعية وأيامه الموسمية، «ما ورد» بموسمه الثاني والذي بدأ منذ شهر تقريباً لايزال يحافظ على نسبة متابعة لا يستهان بها.
وبعيداً عن موضوع الحلقات المتنوعة ومضمونها التي عرضها البرنامج مؤخراً، ومنها فعاليات «الشهر الوردي» المخصص لمريضات سرطان الثدي، فعلى ما أعتقد أن من أهم الحلقات التي تابعتها وبحب وبرغبة في تسليط الإعلام الرسمي الضوء عليها، هي الحلقة التي استضافت خبيرة الترميم الإيطالية سورية الأم «غرازييلا بوبولاني»، من مواليد دمشق ١٩٥٧، قضت أول عشر سنوات من عمرها في دمشق ثم انتقلت إلى لبنان وبعدها إلى إيطاليا.
عملت «بوبولاني» بعدة أعمال كان آخرها مع شركة إيطالية تعمل مع مجموعة أوروبية بإدارة المشاريع الثقافية السورية، ثم عادت إلى دمشق عام ١٩٩٩، فاستطاعت وليس بسهولة أن تشتري منزلا دمشقيا عام ٢٠٠٣، فأعادت ترميمه خلال أربع سنوات وثمانية أشهر لما كلفها من الجهد والوقت والمال، صممته على مزاجها الخاص وحافظت على التراث السوري القديم فمزجت الحضارة والتاريخ في آن، مستفيدة من دراستها الفن والرسم في إيطاليا، ما شجعها للمشاركة في ترميم الكثير من البيوت القديمة ومتابعة ورشات علمية تخص المجال العمراني، فكما بينت خلال الحلقة أنها فتحت بيتها الدمشقي لكل من عانى إيجاد السكن من المهجرين بداية الأزمة في سورية، وأنها لم تغادر سورية فعاشت ضوضاء الحرب ومخاوف تساقط قذائف الإرهابيين على دمشق القديمة ومع ذلك لم تخف من خطر الموت المحدق، فهي تفتخر بسوريتها وأنها ولدت من رحم سوري الأصل، لما يحمله السوريون من شهامة وبطولة ونخوة وكل القيم الإنسانية النبيلة.
يعرض البرنامج على قناة «لنا» الساعة التاسعة مساءً، وهو موعد مع الزهور الدمشقية التي تفتخر وتصدر للعالم العربي «الماء ورد»، الذي يعد منبراً لكشف أسرار وتفاصيل عاشتها حرائر سورية...