المواطنين البريطانيين في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة تبدو صعبة للغاية إذا لم يتم التصديق على اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي،
حيث اقترحت المفوضية الأوروبية أن تتخذ الدول الأعضاء مقاربة سخية لمصلحة الرعايا البريطانيين المقيمين على أراضيها في حالة الخروج من دون صفقة، لانه سيضطر مواطنو الاتحاد الأوروبي المقيمون في المملكة المتحدة والذين يقدّر عددهم بـ 3.6 ملايين شخص، حتى نهاية عام 2020 تسجيل أسمائهم من خلال تطبيق مجاني على الإنترنت من أجل إثبات هويتهم لأن العديد من المواطنين البريطانيين الذين يقدّر عددهم بـ 1.2 مليون مواطن يعيشون في الدول الأعضاء السبعة والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي وأنهم سيكونون في أوضاع أسوأ بكثير من هؤلاء الذين يعيشون في بريطانية، ويواجه المواطنون البريطانيون البالغ عددهم 8500 والذين يعيشون في النمسا العديد من المشكلات أيضاً وهم مضطرون إلى دفع 210 يورو للحصول على تصريح إقامة و 195 يورو عن كل طفل لديهم حتى سن السادسة بينما تتقاضى فرنسا 119 يورو.
وسيتعيّن على الأشخاص المتقاعدين أو غير النشطين اقتصادياً المقيمين في فرنسا لمدة تقلّ عن خمس سنوات التقدّم بطلب سنوي للحصول على بطاقة زائر بتكلفة 269 يورو، وسيحتاج البريطانيون الذين يعملون لحسابهم الخاص إلى إثبات أن لديهم موارد كافية لعائلاتهم، حيث يتعيّن على زوجين مع طفلين تقديم أدلة على دخل يبلغ حوالي 1175 يورو شهرياً، وسيتعين على ألفي بريطاني يعيشون في بولندا ممن يتقدّمون للحصول على تصاريح إقامة طويلة الأجل إثبات أنهم لم يمضوا أكثر من 10 أشهر خارج بولندا خلال السنوات الخمس الماضية، وتتراوح فترات السماح للتطبيقات المتأخرة إلى ثلاثة أشهر بعد يوم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
جين جولدينج، رئيسة جماعة الضغط البريطانية في أوروبا تقول: إن أعضاءها يضغطون الآن من أجل التوصل إلى حل على مستوى الاتحاد الأوروبي يكون حلاً منطقياً، و سيكون لدى البريطانيين حل على مستوى الاتحاد الأوروبي وهو الرمز البريدي الأوروبي.
كلياء ميدوز .. وهي طبيبة نفسية تعيش في فرنسا وتعمل فيها تقول: إن أكبر مشكلة تواجه البريطانيين في دول الاتحاد الأوروبي هي فترة السماح لهم البالغة ستة أشهر بعد يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتقديم طلبات جديدة EU27 ، وهو أمر مفاجئ عندما تأخذ في الاعتبار أن فرنسا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي 27 التي لا تتطلب تسجيل مواطني الاتحاد الأوروبي، لذلك هي حالة البدء من الصفر، على سبيل المثال، كيف سيكون بمقدور ما يتراوح بـ 200000 شخص التسجيل في غضون فترة زمنية قصيرة.
وأضافت ميدوز: «نحن نعلم أن هناك الآلاف من البريطانيين المقيمين هناك الذين لم يتم الوصول إليهم، سواء من جانبنا أم من خلال حملات الدعاية للسفارة، لذلك هناك قدر كبير من العمل الذي يتعيّن القيام به ويجب القيام به بسرعة، لأن هناك مسألة الأشخاص المستضعفين بشكل خاص - أولئك المرضى ، كبار السن جداً، الذين يعيشون بمفردهم، ليس لديهم إنترنت أو من دون مواصلات ، أو في بيوت الرعاية، ويقول بوفي معقباً على كل ما جاء من شكاوى البريطانيين داخلياً وخارجياً وعلى وضع بريطانيا بشكل عام وخروجها المتعثر، أن المملكة المتحدة المنقسمة في العمق ومواطنيها الغاضين من خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي لتأتي انتخابات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في وقت حرج للمملكة حيث يواجه رؤساء وزرائها المتعاقبين السيل الجارف لهم من الاتهامات بسبب هذا الخروج غير الآمن بالنسبة للشعب البريطاني.
وخير دليل على ذلك هو وصف البايس الانتخابات بأنها استفتاء ثانٍ لقدرة ريئس الوزراء البريطاني واستمرره في الحكم بينما وصف سفنسكا داجبلاديت بوريس جونسون بالفتى المقامر لأن الجميع حذّر من أن الانتخابات المقبلة ستكون قاسية وقد ينتهي بها المطاف إلى حل أي شيء، بعد أن قال احد أعضاء البرلمان البريطاني أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون سهلاً وستعاني المملكة ما تعانيه بسبب خروجها غير الآمن .
ففي انتخابات مبكرة، ستعقد في 12 كانون أول من العام الحالي 2019 كانت ومازالت خطة بوريس جونسون هي العودة إلى وستمنستر بأغلبية مريحة، ما سيتيح له الحصول على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان وبالتالي مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني من العام القادم 2020، لكن ذلك يعدّ رهاناً كبيراً، وأن هذه الانتخابات «لن يتم الفوز بها بشكل قطعي بشأن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويبقى السؤال هل سيتخذ البريطانيون خياراً واضحاً؟، وهل سيخاطر بوريس جونسون بخطر بقاء البرلمان معلقاً، في هذه الحالة، تظلّ جميع الخيارات مفتوحة وبذلك سيخاطر بوريس جونسون بمستقبله ومستقبل بلاده التي ستصاب بشلل كامل وشامل، دون وجود أغلبية برلمانية ومع اتفاق تم التفاوض عليه حديثاً سيواجه المزيد والمزيد من المقاومة من النواب».
لكن هل ستساعد الانتخابات جونسون على استعادة الأغلبية الضائعة للمحافظين؟، وهل ستساعد على إخراج البلاد من المأزق الذي وضعت نفسها فيه في Brexit إذا فاز حزب المحافظون، وهل يمكن أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى قبل 31 كانون ثاني؟ لأن حزب العمال البريطاني وعد بإعادة التفاوض على الصفقة ووضعها في استفتاء ثانٍ، لإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكامل، لذلك فإن الانتخابات المقبلة قد لا تحلّ المشكلة وستكون معقدة، وسيقود رئيس الوزراء «حملة انتخابية كبيرة تحرّض الناس، الذين يرغبون أخيراً في تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتمثيلهم من قبل جونسون ضد البرلمان النخبوي الذي يواصل إيقافه وطبعاً هذه تعد من الحملات الانتخابية القذرة والقبيحة لأن جميع صناديق الاقتراع ستضع حزب المحافظين في المقدمة، ويمكن لجونسون أن يقول إن لديه صفقة في جيبه لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو مقامرة مجنونة أصلاً.
ويبقى السؤال الحاسم في الانتخابات في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة لجونسون: هو الديمقراطيون الليبراليون، الذين لا يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهناك نيجل فريج وحزبه الذين يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن يريدون صفقة الامرالذي يؤجج حالة الانقسام داخل وخارج بريطانية.