سرعان ما تتحول الى رفض وكره لها ومقاومة للذهاب إليها بأي شكل من الأشكال، خصوصاً إذا كان التلميذ طفلاً صغيراً في مراحل دراسية مبكرة، لأن من شأن ذلك أن يخلق في نفسه ردة فعل قد يصعب معالجتها واحتواء آثارها ونتائجها السيئة التي قد تبقى مزروعة في ذاكرته ووجدانه طيلة حياته.
والرهاب المدرسي هو أحد أشكال العنف الذي يقوم به المعلم أو المعلمة تجاه التلاميذ، سواء أكان هذا العنف مقصوداً أو غير مقصود، وسواء أكان عن جهل أو تجاهل، ويقصد بالعنف هنا كل ما من شأنه أن يثير الخوف بنفس الطفل، بدءاً من الضرب، وليس انتهاء بالتعنيف الكلامي القاسي الذي لا يتناسب مع الدور والمهمة المقدسة والنبيلة للمعلم.
من هنا فإنه يتوجب على المعلم والمعلمة التعامل مع تلاميذه بكل محبة ودفء بعيداً عن التعنيف الجسدي والكلامي، ذلك ان المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يجذب ويشد طلابه الى المدرسة والصف والدرس ، والعكس صحيح فالمعلم الفاشل هو الذي يجعل من الصف والمدرسة بالنسبة للتلاميذ كابوساً مخيفاً ومرعباً لهم بسبب قساوته وشدته المفرطة نتيجة جهله بالأساليب التربوية الصحيحة التي تُجمع على معاملة التلميذ بكل حب واحترام داخل الصف والمدرسة، لأن من شأن ذلك أن يغرس في نفسه بذور الحب تجاه مدرسته ومعلمه، فكثير منا لا يزال يتذكر معلمته الأولى ومدرسته الأولى التي كان يجد فيها منبع الحنان ومصدر الأمان .