وتعمل على دمل الجروح وتخفيف الآلام إن لم نقل ازالتها، وكل ذلك يعكس رغبة كبيرة للمشاركة ويعبر عن قناعة مفادها أن أحد أشكال ممارسة الديمقراطية تتجلى في المشاركة الفاعلة للشباب ومؤسساتهم.
فقد مر وقت طويل كانت مشاركة الشباب محدودة لاعتبارات حزبية وأسرية وعشائرية على شكل قيود فرضتها تلك المؤسسات، حيث كان الشباب يخضع لسلطة الأب أوالأسرة والعشيرة عموما وكذلك الحزب، مما أثر وبشكل كبير على المشاركة الفاعلة والانفتاح والتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للشباب وحتى المؤسسات التي ينتمون اليها، ولهذا فإن الشباب ما زال يعيش أزمة تمتد جذورها بعيداً في أعماق المجتمع وعلاقاته.
من هنا فلا بد من النظر الى مبادراتهم بعين الاهتمام، والتمسك بها وتطويرها، كجزء من العمل معهم لأن ذلك بات ضرورة وطنية ملحة، تستدعي تضافر الجهود بين الوزارات والمؤسسات المختلفة. نعلم جميعا أن للشباب حاجات مادية واجتماعية واقتصادية ونفسية يسعون إلى تحقيقها وإشباعها، لأنها مرتبطة بخصائص هذه المرحلة العمرية، وإن عدم معرفة البيئة المحيطة سواء السياسية أوالثقافية أوالاجتماعية أوالاقتصادية، وضعف إدراكها وعدم الاعتراف بعدم ملاءمتها لتطلعاتهم، سيبقي العمل معهم ولأجلهم دون المستوى المطلوب.
ان نظرة الى مبادراتهم المتمثلة في التشجيع على التعليم وتطويره والاهتمام بالفنون والبيئة وحملات الحفاظ عليها والمطالبة بتعديل القوانين الخاصة بالأسرة، تظهر مدى وعيهم لاحتياجات مجتمعهم، لذا لابد من إشراكهم لتلبية تلك الاحتياجات.
linadayoub@gmail.com