إلا القليل ولكن ما مر بي وما عرفته كان كسطوع النجم الدهري في سماء الدنيا ليلة واحدة ثم لا يراه الناس بعد ذلك.
ذلك النجم علمني أن أحب وطني وأخلص له وطني سورية ذلك الذي تطاول كبرياؤه حتى وصل إلى باب السماء واخترق كل ما فيها حتى استطاع أن يدق على أبوابها وعانق نجومها..
وطني ذلك الذي تنازلت له الشمس عن مكانتها ليتربع ويرسل لنا خيوطاً تمدنا بالإرادة بالحب كم من أوطان حاولت جعل وطني سورية رماداً لا فائدة منه سوى أن يطير على القبور ليحولها إلى لوحة صامتة لكن هم يريدون ذلك دون أن يعلموا أنه قد يكون وراء هذا الرماد وميض ساحر وأيام مشرقة عرفنا فيها أن أصل الخوف هو الفرح وأصل الشر هو الخير..
عندما أريد أن أكتب عن وطني وأن أعرف ما هو وطني أعرف أنه الجمال الطيب والمناجاة هو الذي يكلم روحي ويتموج صوته في سكون نفسي لأرتعش كما يرتعش النور خوفاً من الظل الظليل أعرف أن النجمة اللامعة التي تلمع كل ليلة في الليالي القاسية الفرحة والحزينة إنها تلك النجمة التي تمثل وطني.