ولا نغالي أبداً إذا قلنا بأن شبابنا بصموا وبالعشرة ولاءهم للوطن وقائده وانتمائهم لترابه سواء بمسيراتهم التي حفلت بها الشوارع والساحات أو بمبادراتهم الوطنية التطوعية التي عكست حسهم الكبير بالمسؤولية وتعزيزهم للحمة الوطنية , واليوم وبعد عام ونصف تقريباً على المؤامرة الشرسة التي تحاول النيل من أرضنا وشعبنا وقيادتنا , وبعد رصد دام أسبوعاً لاهتمامات شبابنا وتطلعاتهم وتوجهاتهم على
الفيسبوك خلال هذه الفترة وعلى اختلاف أعمارهم وتعدد مشاربهم وأعمالهم توصلنا لنتائج تجعلنا نقف على عتبة التفاؤل بثقة كبيرة وإليكم :
الوطن قبل كل شيء
لمسنا أن اهتمامات جميع الشباب الذين تواصلنا معهم تنصب على متابعة الأخبار والأحداث التي تدور داخل سورية وخارجها سواء عبر الصحف وبعض الفضائيات أو عبر الإنترنت والفيسبوك وعلى بعض المبادرات الوطنية التطوعية التي تعزز اللحمة الوطنية التي يعيشها شبابنا وشعبنا عموماً , لكن الشيء الجميل حقيقة الذي لمسناه أنهم متفائلون بالمرحلة القادمة وواثقون من أنفسهم وموقف بلدهم وبسالة حماة ديارهم وقيادتهم , وإحدى الرسائل التي وصلتنا تقول نحن شباب سورية فداء لها وجاهزون لأي نداء , فبلدنا على حق والله ينصر جيشها , فيما تحدثت رسالة أخرى وجاءت على لسان رشا – ع – لأننا مؤمنون بالإصلاح علينا كشباب أن نبدأ بأنفسنا وأن نكون صادقين معها ومهتمين بعملنا أكثر من أي وقت مضى , وتقتضي منا المسؤولية ألا نسكت عن الخطأ مهما كان صغيراً , إضافة للعديد من التساؤلات التي طرحها بعض الشباب والتي تنم عن حرصهم على بلدهم وقلقهم لما يتعرض له وطنهم منها متى تنتهي الأحداث في سورية ؟ ومتى يعود الأمن والأمان لسورية ؟
دراسة وإنترنت
اهتمامات معظم الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين 16-17سنة تتركز على ممارسة بعض الهوايات مثل الرياضة والموسيقا وغيرها وعلى الشؤون الدراسية , فأحدهم قال : في العام القادم كان لدي شهادة ثانوية واهتمامي كله منصب على دراستي بالدورة التي اتبعها , وإذا ما انتقلنا لشبابنا الجامعي نجد أن معظم اهتماماته تدور حول الشأن الدراسي والنجاح في امتحاناتهم إضافة للمتابعة اليومية للإنترنت وما يقدمه لهم من أخبار سياسية واقتصادية تهم المواطن , أما ممارسة بعض الهوايات خلال هذه الفترة فكان آخر اهتماماتهم , لكن ما لمسناه بهذه الفئة من الشباب قلقاً واضحاً على مستقبلهم في ظل الظروف الحالية خصوصاً وأن أحداث المؤامرة الكبيرة على سورية انعكست سلباً على دراستهم .
اهتمامات إصلاحية
أما بالنسبة لشبابنا الموظف الذي قطع شوطاً من طموحاته فقد وجدنا أن معظم اهتماماته يدور حول كيفية بناء سورية الحديثة والنهج الإصلاحي الذي تعتمده الحكومة وكيفية تحقيق مطالب الشباب من فرص عمل وسكن وتحسين للظروف المعيشية , وإشراك الشباب في عملية الإصلاح , فإحدى الشابات النشيطات التي تواصلنا معها من حزب الاتحاد العربي الديمقراطي , أكدت على ضرورة تفعيل دور الشباب على المستويين السياسي والوظيفي عبر مشاركتهم في تطبيق سياسات الإصلاح بإيجاد أنظمة جديدة يتم من خلالها تكليفهم بالأعمال التي تتناسب وكفاءاتهم خاصة في وظائف القطاع العام .
فرصة عمل
فيما وبالعودة للشباب الذي يمتهن مهناً حرة لمسنا أن كل اهتمامه ينحصر في تأمين فرصة عمل , وعبر دردشتنا مع احدهم قال : الله يفرجها على سورية وأهلها , والله ينصر الجيش على أولئك المخربين الإرهابيين , فأنا وطني وغيور على بلدي لكن ما بدي أكذب فأنا مهتم حالياً بالبحث عن عمل فلدي أربعة أطفال وبدي عيشهم ( بالعامية ) .
لتقليدها بالذهب
أما رياضيونا الشباب وبعد أن قلبنا صفحاتهم بنهم شديد وجدنا أن جل ما لديهم من اهتمام ينحصر في صعود منصات التتويج في المحافل العربية والآسيوية والدولية خصوصاً أولمبياد لندن لهذا العام , وكل ذلك لرفع علم الوطن عالياً والتأكيد من جديد على أن سورية بخير وقادرة على تحقيق أقوى الإنجازات في كل مكان وزمان . وأثناء دردشتنا مع إحدى بطلاتنا الغيورات قالت لأن سورية أمي وأبي وأرضي وهويتي التي أفخر سأحاول قصارى جهدي تقليد جيدها بطوق من ذهب في أولمبياد لندن رغم المنافسة القوية .
أعجبني
أحد الشباب وبعد قراءة توجهاته لفتتني على صفحته عبارة تقول ليس كل الرجال رجالاً فمن الطيور هناك الصقر وهناك الدجاجة , وهو محق في ذلك فبعض الحكام العرب كانوا كالدجاجة بيد أميركا وإسرائيل ودول الغرب فارتهنوا لهم وأصبحوا خدماً لهم , فيما البعض الآخر لا يزال قوياً , صامداً , مقاوماً , يعرف كيف ينقض على فريسته ويثأر من عدوه كالصقر تماماً .
عبر متابعتي
عبر متابعتي على الفيسبوك قرأت على صفحة أحد الشباب مقطعاً من أغنية تقول : ياحمد جن جنونك ريت العمى بعيونك , آه يا موزه .. آه يا موزه , وطبعاً مثل هذه الأغاني الشعبية تعكس بعفوية خالصة حقد و كره شبابنا لحمد المتأسرل المتصهين الذي سخر نفط بلاده ومالها لضرب سورية الملاذ الوحيد الآمن لكل عربي بعد أن رهن نفسه لخدمة أسياده الأمريكان واليهود .
أولوية وطنية
وبدأت المبادرة بطرح أفكار المشاركين واقتراحاتهم على الصفحة وعبرت عن توجهات شبابنا وتميزت بالطرح الشفاف الدقيق الذي يحمل رؤية شاملة بعيداً عن المصلحة الخاصة الأمر الذي عكس اهتمام شبابنا بمستقبل بلدهم كأولوية وطنية , هذا وبعد الإقبال الذي لاقته هذه المبادرة من شبابنا من المقرر أن تنتقل خلال الأيام القليلة القادمة لمرحلتين جديدتين الأولى احترافية ومنهجية , تعتمد على تركيز المشاركين على نقاط محددة تم استخلاصها من الاقتراحات التي قدمت في المرحلة الأولى لإغنائها بالنقاش المعمق والحلول المبتكرة للوصول إلى رؤية واضحة قابلة للتطبيق على شكل خطة عمل , والثانية : بإيصال أصوات الشباب لأصحاب القرار لبناء جسر مع الحكومة أهم مرتكزاته الثقة المتبادلة والحوار من أجل الوصول لإصلاح حقيقي في سورية الغالية .
لبينا النداء
وبتقليبنا لصفحات بعض الشباب لفتتنا مبادرة وطنية تطوعية أخرى تؤكد انتماء شبابنا لوطنهم وتحمل بين طياتها حساً كبيراً بالمسؤولية وإحساساً رقيقاً بالآخرين خصوصاً وهم على أبواب رمضان المبارك وتتمثل المبادرة بافتتاح سوق تجاري لبيع الألبسة الجديدة والمستعملة بأسعار مخفضة , رواده والمشرفون عليه طلاب جامعيون متطوعون , غيورون آثروا الانخراط في هذا العمل التطوعي رغم امتحاناتهم الجامعية خلال هذه الفترة , الأمر الذي يؤكد أن سورية بخير طالما أن فيها شباباً يحرصون على كل ذرة تراب فيها , خبزهم وماؤهم واحد , همهم وطموحهم واحد , أفكارهم ورغباتهم واحدة , نعم هذا هو شباب سورية .
وقف لقلك
بعيداً عن الفيسبوك والانترنت فقد تربى شبابنا على عشق الوطن والانتماء له مهما كثرت نوائب الدهر عليه وتعددت المؤامرات على ترابه الطاهر وتكالبت أيادي الغدر والعدوان عليه وبالتالي شبابنا السوري هو الشباب الحق الذي يفخر به أي بلد بأنه ينتمي إليه وعلى ذلك لم نفاجأ بالوطنية والغيرية التي حملتها كل صفحة من صفحات شبابنا الذين تواصلنا معهم , فقد أثبت شبابنا أنهم أمل سورية الغد ومستقبلها الواعد .
متابعة واستطلاع : حسين مفرج