تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريـــات لايمحـــــوهــــا الــــــزمن

الجولان في القلب
الأثنين 19-10-2009م
براء الأحمد

أهالي الجولان متمسكون بالأرض ولديهم من الايمان مايكفي للتمسك بها وعدم التخلي عنها وبالحفاظ عليها، مازالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم رغم التهجير الذي لم يقف حائلاً دون ذلك، يجتمعون من كل القرى لمشاركة بعضهم البعض في أفراحهم وأتراحهم.

ذكريات تلك الأيام يرويها لنا العم أبو إياد وهي تعود بنا لعام 1944 وهو من قرية /مغر المير/ مارس مهنة التدريس لفترة من الزمن كون خلالها عدداًكبيراً من الاصدقاء موزعين في كل قرى الجولان يزورهم في جميع المناسبات، يتقاسم معهم الهموم ويشاركهم فرحهم، أحب بداية أن يحدثنا عن قريته ويقول عنها:‏‏

‏‏

هي قرية جولانية صغيرة تقع على رابية مشرفة على نهر الأعوج الذي ينبع من سهل بيت جن يحتضنها سهل جبل الشيخ الشامخ والشاهد على همجية الاحتلال الصهيوني، ورمزاً للعزة والانتصار.‏‏

فأبو إياد يتذكر قائلاً: في حفلات الأعراس يدعون الأهل والاصدقاء من جميع القرى القريبة والبعيدة ويجتمعون بعد تناول طعام الغداء في مكان السهرة وعلى الأغلب في مكان كبير وواسع للقيام بالرقصات والدبكات التي يعتبرونها من أهم عاداتهم وهي ثلاثة أنواع، الأولى وتعرف بدبكة الهولية تتشابك فيها أيدي الصبايا والشباب ويدورون بشكل دائري على نغمات موسيقية ويقوم أحد الشبان بالغناء ويرد البقية عليه، أما الثانية فتعرف بدبكة الجوقية يقف فيها الشباب والصبايا على شكل صفوف مقابل بعضهم البعض ومهما كان العدد كبيراً يتقدمون فيها خطوتين للأمام وخطوتين للخلف.‏‏

ويرددون كلمات /الحداء/ كأن يقول أحد الصفين عبارات معينة ويقوم الصف المقابل بترديد تلك العبارات ويكون أحد الأشخاص مسؤولاً عن تجديد العبارات بين الحين والآخر.‏‏

ويخرج أثناء ذلك من بين الصفوف شاب يرقص ويصفق ويركع على ركبتيه كنوع من زيادة الحماس للدبكة فيعلو صوت الراقصين.‏‏

أما الثالثة فهي الدبكة العادية وتكون على نغمات الشبابة التي يعزف عليها أحد المتطوعين ممن يجيدون العزف و بالمقابل يردد أحدهم أغنية (الدلعونة).‏‏

ورغم مرور السنين لم ينس العم أبو إياد ذكرياته مع الأصدقاء في قرية مجدل شمس فقد كان يزورهم كلما أتيحت له الفرصة ، يجلس عندهم لعدة أيام يسامرهم ويمضي نهاره معهم في الحقول والكروم يساعدهم في جني المحصول.‏‏

وفي زيارته الأخيرة لها قبل الاحتلال الصهيوني عام 1967 يذكر كانت للمشاركة في تشييع إحدى الشخصيات المهمة فيها وكان من عادات تلك القرية كباقي قرى الجولان عند وفاة أحدهم أن ينعوه في كل القرى لمشاركتهم مراسم التأبين ويضيف: وقائع هذه القصة تعود لعام 1965 عندما وصل وفد كبير مؤلف من 100 شخص من قرية زعورة ولاينسى كم لفت انتباه كل الموجودين تنظيم هذا الوفد من حيث الترتيب والنظام ومن حيث اللباس العربي الموحد وهو عبارة عن زي عربي وكوفية وعقال، ويضيف لنا كيف وقفوا صفاً واحداً أمام أهل الفقيد وبصوت واحد قالوا:‏‏

مجدل شمس جاي الشعوب تزورها‏‏

واسم الفقيد مسجل على صخورها‏‏

ثم يقولون كلمات التعازي فيرد عليهم أهل الفقيد بالقول:الله يسلم خاطركم.‏‏

ويقولون:إن شاء الله بسلامة أعماركم.‏‏

ويرد: الله يسلم أعماركم.‏‏

ويقولون: عز علينا.‏‏

ويرد : يسلم من يعزون..الخ.‏‏

وبعد تبادل عبارات التعازي هذه يصلون صلاة الجنازة والتي لها طقوس وكلمات معروفة تمارس حتى الآن.‏‏

ويختم أبو إياد وذكرياته بهذه الأبيات تحية للجولان وأهله:‏‏

جولان توءم الحولة وتوءم جبال الجليل‏‏

وشقيق غزة والقدس ورام الله والخليل‏‏

ايماننا بالله عالي كتير وبالنبي العدنان والقرآن‏‏

وبالنبي عيسى والإنجيل لابد ياجولان قيدك ينكسر‏‏

ولابد ماينجلي ليلك الطويل‏‏

ولابد من قائد الأمة بشار الأسد‏‏

يرفع بإيدو وبسما الجولانراية التحرير بالتهليل‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية