تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حروب من أجل الهيمنة

شؤون سياسية
الثلاثاء 20-10-2009م
علي سواحة

إن عالمنا العربي والاسلامي كله في الهم مشترك, فصواعق التفجير التي تعرض لها ومازال يتعرض لها أيضاً أشبه ما تكون بالواحدة هدفها المزيد من القتل والحروب الدامية والأزمات المستعصية وشلالات الدم والتهديدات من كل حدب وصوب

ومصدرها أيضاً واحد وهو التهديدات الأجنبية بغية استمرار السيطرة على هذه الأمة ونهب خيراتها, ومن يعش سيشهد بالتأكيد المزيد من هذه المسلسلات من التآمر والحروب والتخريب لأن مسلسل التآمر لن ينتهي ما دام مصدر الفتن موجوداً بعقلية المستعمر مهما تغيرت جلدته وأسلوبه وأدواته. فلا فرق بين هذا وذاك طالما أن الجميع متفق على استمرار مسلسل التفجير حيال أمتنا والمزيد من إنهاكها وبعثرة قواها. فلا فرق بين هذا البلد أو ذاك وبين هذه المنطقة أو تلك وبين هذه الفئة وغيرها. فالاختلاف فقط في الوجوه والأسماء والعناوين والذرائع والتوقيت، أما الأساليب فواحدة ومعها النتائج المدمرة والآثار القاتلة كي تشمل الجميع.‏

عنقود مسلسل التفجير مستمر في عالمنا العربي والاسلامي فهذه هي إفريقيا وبدولها المتناثرة على امتداد هذه القارة السمراء التي ابتليت دولها العربية والإسلامية على حد سواء بكل أشكال الكوارث السياسية والاقتصادية وبكل صنوف التآمر لنهب ثرواتها وخيراتها وزرع الفتن الطائفية بين شعوبها ما أدخلها في مسلسل من انقلابات وفلتان أمني داخلي ضربت الأخضر واليابس وأدخلت الكثير من دولها لقاء ذلك في مشاهد مأساوية للغاية شردت من خلالها الملايين من الأبرياء وقضت على حياة الملايين أيضاً، وزاد من حدة هذه المآسي تكالب المطامع الأجنبية عليها، اضافة إلى ادخالها في متاهات صراعات دينية مفتعلة مع دخول اسرائيل الحليف الاستراتيجي للغرب بعنصريته التي لن تنتهي ونظرته الدونية الاستعمارية التي لن تمحو من ذهنية الغرب وغروره وغطرسته على هذا الخط الاستعماري المدمر.‏

وكذلك الحال في الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا إذ لا تخلو واحد منها من أندونيسيا وصولاً إلى ايران من مشاهد التآمر ومشاهد الرعب والعنف والتخريب والنيل من أي جهود للتنمية والبناء فيها، وها هو المشهد الباكستاني اليوم خير شاهد عليها. وما يجري في هذا البلد الاسلامي من أتون حرب داخلية افتعلتها الولايات المتحدة واسرائيل تحت يافطة محاربة الإرهاب الاسلامي والقاعدة في باكستان بينما الحقيقة هي نقل الحرب من أفغانستان وصولاً إلى ايران عبر باكستان وذلك عن طريق تفجير الأوضاع الداخلية الهشة والمزيد من السيطرة الأجنبية عليها ونهب ثرواتها وتغذية بذور النزاعات القبلية والمذهبية فيها.‏

كما إن هذه الدول الإسلامية في الشرق الآسيوي تتعرض اليوم لأخطر من ذلك بكثير في سياق الدعوات الانفصالية الهدامة ومسلسل الأعمال الارهابية المتكررة وتغذية الاضطرابات والاحتجاجات المفتعلة كما ثبت ذلك في ايران وغيرها لادخالها في دوامة حرب أهلية لا حدود لها.‏

ولو أننا تجولنا في اطار هذا المشهد السياسي لعالمنا العربي فحدث ولا حرج عما تعيشه الدول العربية من حالات لا تحسد عليها مع اشتداد حدة التآمر عليها ومع اتساع حالة الانهيار الذي بلغته عموم هذه الدول حتى بلغته من مشهد عقيم لم تبلغه من قبل، من هذه التعاسة والتشتت وحالات التآمر والانزواء تحت عباءة القطرية والأنانية على حساب الأمن القومي العربي والعمل القومي المشترك الذي مهما حاول البعض التآمر عليه فهو سيظل أمناً قومياً واحداً وجسداً عربياً واحداً لا يتجزأ.‏

في أنحاء جسد أمتنا أيضاً صواعق التفجير واحدة وهي جاهزة ومبرمجة ومؤقتة بحسب تقاويم مختلفة، حتى وصلنا جميعاً كأمة تعيش على واقع المجهول والخوف والغد المتفجر وها هي أمتنا في واقعها الحالي ما إن تهدأ فيها حرب حتى تقع في أتون حرب أخرى ولا ترتاح من أزمة حتى تفرخ في وجهها أزمات أخرى أشد عنفاً وفتكاً وكأن قدرها ألا ترتاح يوماً من هذه العواصف ومن حروب الآخرين على أرضها ومطامعهم بخيراتها وبثرواتها التي ليس لها حدود كما هو حاصل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية