وبالفعل فإن حقوق الإنسان كونية وغير قابلة للتصرف، فلجميع الناس الحقوق نفسها ولا يمكن التنازل عنها ولا يحق لأي كان سلبها، وبطبيعة الحال فهي كل لا يتجزأ سواء أكانت مدنية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهي مترابطة ومتكاملة.
إن أهمية المساواة وعدم التمييز بين البشر قضية أساسية لأنهم متساوون في الإنسانية ولهم الحق في التمتع بحقوقهم الإنسانية دون تمييز ولا يزال القول المشهور للخليفة عمر بن الخطاب يملأ الدنيا «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً». ولأن الكرامة متأصلة لدى كل البشر فللناس جميعاً حق التمتع بحقوقهم الإنسانية دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الأصل أو الثروة..وقد بدأ العالم المعاصر يشهد تغييرات ايجابية، وكما تؤكد الأمم المتحدة فإن عصراً إنسانياً جديداً بدأ يولد ليتمتع فيه الناس بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..بفاعلية وكفاءة.
الأمم المتحدة ينظر إليها ملايين الناس في أنحاء المعمورة بأمل كبير أن تحل المشكلات التي تؤثر في حياتهم اليومية والعمل على تحسين ظروف معيشتهم وتعزيز تمتعهم بالحقوق الأساسية لكن لا تزال الطريق طويلة ووعرة لأن احترام جميع الدول لحقوق الإنسان يمثل تحدياً مستمراً مع استمرار بعض الدول بخرق حقوق الإنسان بطريقة مفضوحة ورهيبة.
إن الأمم المتحدة تسعى للعمل في الإطار الدولي لحقوق الإنسان في إطار مرجعي أساسي هو الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والمكونة من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين وهما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحدد الشرعة الدولية لحقوق الإنسان الشروط الدنيا الأساسية وتنص على أحقية جميع الناس في التمتع بها.