إن قرار إنشاء مجلس حقوق الإنسان يمنح الأمم المتحدة فرصة جديدة لبدء عمل جاد في مجال حقوق الإنسان ولقد حافظ القرار على الجوانب الايجابية في عمل لجنة حقوق الإنسان المنتهي عملها، وفي الوقت نفسه عالج القرار نواحي النقص التي ظهرت في أعمال لجنة حقوق الإنسان.
إن مجلس حقوق الإنسان ينظر في سجل حقوق الإنسان للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومدى التزامها بهذه الحقوق بصورة عادلة ومتساوية، وكما أكد الأمين العام السابق كوفي أنان فإن الوقت قد حان لبدء التطبيق الفعلي لحقوق الإنسان من أجل ملايين البشر في العالم.
إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يستحق دعم جميع الدول لأنه يتيح التعامل بموضوعية ومصداقية أكبر مع انتهاكات حقوق الإنسان في العالم أجمع، كما حدث في الأيام الماضية عندما صوت المجلس لصالح تقرير غولدستون بشأن الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في غزة، عندما شنت القوات الصهيونية اعتداء همجياً ضد سكان غزة، حيث وصف التقرير هذه الانتهاكات بجرائم حرب ومجازر مروعة وإبادة جماعية ضد الإنسانية ودعا إلى محاسبة المعتدين.
ولا شك أن إنشاء مجلس حقوق الإنسان سيدعم عمل الأمم المتحدة ويمكن القول إنه إذا توفرت الإرادة السياسية والالتزام التام بمبادىء حقوق الإنسان من قبل المجتمع الدولي وجرى تفعيل عمل مجلس حقوق الإنسان يمكن القول إننا نشهد بداية طيبة لصون حقوق الإنسان والدفاع عنها من قبل المجتمع الدولي ونشر وتدعيم وحماية هذه الحقوق.
إن نجاح مجلس حقوق الإنسان في تحقيق غاياته سيضع مختلف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها وخاصة تلك الدول المعروفة تاريخياً بانتهاك حقوق الإنسان ما يجعلها عرضة للمحاسبة الدولية.