أن الترشيد يعني قبل كل شيء عقلانية الاستخدام للطاقة بحيث لا نقتر في الاستخدام ولا نسرف، وتحت هذا التعريف انطلقت وزارة الكهرباء في إعداد مذكرتها حول ترشيد استهلاك الطاقة وذلك بهدف نشر الوعي في استهلاك الطاقة باتجاهات ثلاثة، الأول باتجاه المشترك فهناك في سورية أكثر من أربعة ملايين مشترك منزلي، فلو قام كل مشترك بإطفاء لمبة واحدة باستطاعة (100) واط في المنزل لمدة أربع ساعات في اليوم فهذا يعني وفر مقداره (584) مليون كيلو واط ساعي بتكلفة تتجاوز مليارين وثلاثمائة مليون ليرة سورية وهذا يوفر بناء محطة توليد كهربائية تبلغ تكاليف إنشائها (500) مليون يورو عدا عن وفرة النفط لتشغيلها وتابع خميس عندما نقول بإطفاء مصباح فإننا لا نطالب بإغلاقه أثناء حاجتنا ولكن ألا نتركه عند مغادرة المنزل مضاء وألا نترك الأنوار في الأماكن التي نغادرها تعمل.
الاتجاه الثاني: هو توجه اقتصادي، فترشيد استهلاك الطاقة يخفض التكاليف الاستثمارية والتشغيلية في قطاع الطاقة ويوفر مبالغ يمكن تخصيصها لوجهات تنمية مختلفة.
أما الاتجاه الآخر للترشيد فهو اتجاه بيئي من خلال توفير حرق مزيد من الوقود لإنتاج الكهرباء وبالتالي توفير انبعاث الكربون.
وعن الجهات الأخرى قال خميس نحن توجهنا من خلال رئاسة الوزراء لكل القطاعات، الإدارة المحلية- التربية- اتحاد غرف الصناعة وغير ذلك من المؤسسات، فمثلاً وزارة الإدارة المحلية مسؤولة عن إنارة الشوارع وبالتالي تستطيع تخفيض الاستهلاك في التجمعات ومسؤولة عن عمل الخلايا الكهرضوئية لتشغيل الإنارة ويمكن كذلك من خلالها الاعتماد على المصابيح الموفرة للطاقة وتعميم استخدام السخان الشمسي وكذلك يمكننا مراقبة تطبيق كود العزل على المباني من خلال وحداتها الإدارية.
أما غرفة الصناعة فهي معنية بشكل مباشر بقانون كفاءة الأجهزة الكهربائية الذي يتعلق بتصنيع الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة ومسؤولة عن إيجاد صيغة لتوجيه الصناعيين للعمل خارج فترة الذروة والاستفادة من التعرفة المخفضة للطاقة في هذه الفترة وغرفة التجارة كذلك معنية بالترشيد من خلال توريد الأجهزة الموفرة للطاقة واللمبات وكل ما يتعلق بالطاقة.
كما قلت كل مواطن معني بترشيد استهلاك الطاقة وهنا أود الإشارة إلى دور وزارة الأوقاف من خلال دور العبادة التي تلعب دوراً مهماً في حياة الناس بتحفيز الناس للترشيد لأن ذلك من صلب الرسالة الدينية التي تحض على التوفير وعدم الإسراف والغيرة على المال العام والشأن العام وقد كان للجوامع والكنائس دور مهم في هذا المجال من خلال تخفيض الإنارة في دور العبادة ودعوة الناس للمساهمة في الحفاظ على نعمة الطاقة التي أنعم الله بها علينا.
وتابع خميس اليوم أنا أستطيع الترشيد في المنزل باستخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه وفي العمل في تخفيض الإنارة وعدم الإسراف في تشغيل التكييف والإنارة، وكل مواطن في موقعه يستطيع أن يرشد فاختيار الأدوات الكهربائية الأقل استهلاكاً للطاقة هي بالمطلق تعود بالمردود الاقتصادي على رب الأسرة، صحيح أنا أدفع سعراً أكبر لشراء التجهيزات ولكن التوفير على عمر الجهاز أكبر وأكثر عائدية اقتصادية.
وختم خميس بالقول بيدنا أن نوفر وأن نبذر وبقدر التوفير نساهم في الحفاظ على البلد وعلى حقوق أولادنا ومستقبلهم.