تحضر المجاملات وأحيانا أخرى تفرض الاختلافات والتباينات نفسها بطريقة سلبية تفرش فوق المكان عمامة من التوتر!
كيف تتشعب علاقات العمل تحت العنوان الرئيسي الذي نطرحه وهو: هل تتحول زمالة العمل إلى صداقة حقيقية؟
البعض قاد جوابه إلى ما هو أبعد من ذلك ودليله أنه تزوج من زميلة له والبعض الآخر ردنا إلى ما هو قبل السؤال وإلى ما هو قبل التعارف الذي فرضه العمل المشترك فكانت (الاستحالة) حاضرة في إجابته على السؤال والسبب أن كل شخص يحفر للآخر (من وجهة نظره طبعاً) وبالتالي غابت الثقة ولولا الحاجة للعمل لهجر المكان ومن فيه!
شملت العينة التي طرحنا السؤال المذكور عليها 50 موظفا يعملون في قطاع خاص ومن مستويات ثقافية واجتماعية مختلفة فكيف جاءت الاجابات؟
26? قالوا: نعم
13 شخصا من أصل 50 أي ما نسبته 26? قالوا (نعم) وهم مقتنعون من خلال تجربتهم بتحول زمالة العمل إلى صداقة حقيقية قادرة على الاستمرار لكن 8 منهم ربطوا جوابهم (نعم) باقتصار ذلك على ساعات تواجدهم في مكان العمل أي أنهم أصدقاء حقيقيون ولكن دون زيارات عائلية متبادلة يصارحون بعضهم بكل شيء ويتبادلون بث الهم والمشورة لكن ضمن أوقات العمل فقط أما في البيت فلهم أصدقاء آخرون أما الـ 5 الآخرون فقالوا بوجود هذه الزيارات واستمرارها والمشاركة المتبادلة بالأفراح والأحزان.
62? : أحياناً
31 شخصاً من العينة ربطوا إمكانية تحول علاقة العمل إلى صداقة حقيقية حسب هوية الأشخاص الآخرين وقدرتهم على التقارب والانسجام معهم وأجمعوا على اقتصار هذه العلاقة على ساعات العمل وأنها لا تمتد إلى البيوت نهائيا وغالبا ما تكثر فيها المجاملات ويسيطر عليها الهدوء شرط أن يكون كل شخص في حاله ولا يتدخل بالآخرين.
12? : استحالة
6 أشخاص من أصل 50 رأوا استحالة تحول علاقات العمل إلى صداقة ولهم أسبابهم وهي أنهم تعرضوا لوخزات مؤلمة من زملائهم في العمل فعمموا هذه (الوخزات) على الجميع ولم يسمحوا لثقتهم أن تذهب لأي شخص فيما بعد.
بعيداً عن الاستمارات
بعيداً عن الاستمارات التي حملت الإجابات السابقة فقد تعددت الآراء حول هذه القضية فالبعض ذهب إلى أن الأجوبة كانت ستختلف فيما لو كان السؤال أكثر تحديداً وفيما إذا كان طرفا العلاقة من جنس واحد أو من جنسين مختلفين (ذكر وأنثى) والبعض الآخر ذهب إلى ضرورة التفريق بين المتزوجين وغير المتزوجين داخل الجنس الواحد أو في علاقات الجنسين لكن هذه الملاحظات لم نستطع الأخذ بها لأننا بالأساس تعمدنا تجاهل هذه التفاصيل ولأن هذه التفاصيل ستضيف المزيد من حرج الإجابات وصعوبة الفرز.
باختصار
علاقات العمل تبقى علاقات عمل مع بعض الاستثناءات القليلة جداً لأسباب جوهرية تتعلق بظروف كل طرف فعلى سبيل المثال هل يستطيع الرجل الموظف أن يفرض صداقاته الجديدة على أسرته لأنه اقتنع هو بالصداقة الجديدة دون أن تمتلك زوجته أي معرفة سابقة بالطرف الآخر من هذه الصداقة كما أن السؤال يطرح بالاتجاه المعاكس وبطريقة أكثر قسوة هل يقبل الرجل بصداقات زوجته التي تكونت من خلال العمل؟
الصداقات التي تنتج عن علاقة العمل هي غالبا صداقة ضمن الجنس الواحد وفي نسبتها الأكبر من غير المتزوجين لأنهم الأكثر حرية في قراراتهم أما حالات الاستلطاف بجميع أطيافها فهي موجودة ولكن ضمن حدود ضيقة جداً ودليل ذلك أن معظم من شملهم هذا الاستفتاء طلبوا عدم ذكر أسمائهم.