تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل سيخرج لغز لوركا من قبره؟

ثقافة
الثلاثاء 20-10-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

لوركا.. شاعر المقاومة في زمن الحرب والعنف، أحد أهم أدباء القرن العشرين، أعماله ترجمت إلى جميع لغات العالم. وعشرات المؤلفات تناولت موضوع موته المأساوي ورحيله بالطريقة التي أعدم فيها رمياً بالرصاص وقد اعتبره الكثيرون شهيداً.

كان ذلك في تموز عام 1936 بتهمة أنه مثقف صنع بكتبه مالم تصنعه المسدسات.‏

قال عنه رافائيل ألبرتي: كان لوركا يتدفق بشحنة كهربائية وفتنة يلف بها مستمعية فيأسرهم حين يتحدث أو ينشد الشعر، وقال عنه بابلو نيرودا: إن الذين أرادوا بإطلاق النار عليه أن يصيبوا قلب شعبه لم يخطئوا الاختيار.‏

وبقيت عائلة لوركا حتى العام الماضي ترفض نقل رفاته كي لا ينبش القبر ولا يمسّ مكان دفنه الذي تعتبره العائلة مقدساً.‏

اليوم تسلط الأضواء من جديد على رفات الشاعر ليس بهدف نقلها من المكان فحسب، بل لمعرفة ما إذا كانت جثة لوركا موجودة فعلاً في المكان لأن بعض الروايات تقول إنه في العام 1954 تم نبش جثته بسرعة ونقلها إلى فناء متحف غرناطة وآخرون يقولون إن رفاته كان جزءاً مما نقله فرانكو باسم ضريح فرانكسيست لوس كيدوس شمال مدريد، لكن عائلة لوركا تنفي هذه الروايات، وتوافق اليوم على مضض على استخراج الجثة المدفونة مع ثلاثة قتلى سقطوا معه في بداية الحرب الأهلية في إسبانيا، وسيقوم خبراء تقنيون من جامعة غرناطة بقياس وتحليل أرض المقبرة كما سيتم إجراء اختبارات الحمض النووي فقط على عظام من تطلب أسرهم ذلك.‏

الباحث إيان غيبسون يقول: لا أحد يطلب نقل الجثة من المكان، لكننا نريد معرفة ما إذا كانت جثة لوركا موجودة هناك، وكان الجدل قد بدأ منذ أكثر من عام ونصف حول هذا الأمر.‏

وسيتم نبش القبر في نهاية تشرين أول الحالي من قبل سلطات الأندلس وبذلك ستضع نهاية للأقاويل والأساطير التي نسجت حول النهاية المأساوية للشاعر العظيم بعد ثلاثة وسبعين عاماً، علماً أن الباحث الأميركي أوغوستان بانيون الإسباني الأصل حاول منذ خمسين عاماً البحث في هذا الموضوع ثم تلاه إيان غيبسون لكن أياً منهما لم يحقق شيئاً وهذا ما فسح المجال للفرضيات والروايات الكثيرة عن ظروف مقتله ومكان جثته.‏

ورثة غارسيا عارضوا كثيراً موضوع التقصي هذا لكنهم رضخوا أخيراً وقبلوا بالأمر الواقع وقد صرح أحدهم قائلاً:‏

إذا تحدد مكان رفات لوركا فنحن نريده أن يبقى حيث يرقد منذ ثلاثة وسبعين عاماً وهذا خير ما نقوم به تخليداً لذكرى ما حدث في ذلك المكان وهذا ما صرحت به عائلة لوركا منذ زمن طويل بأن المكان مقدس بالنسبة لها لا يجوز انتهاك حرمته ويجب أن يبقى أحد رموز وحشية الحرب الأهلية الإسبانية.‏

وقد رفضت السلطات الإسبانية آلاف الطلبات من جامعات أجنبية للسماح لمندوبين لها بحضور عملية التحقيق هذه، وصرحت أن العمل سيقتصر على فريق محدود طلب إلى جميع أعضائه التوقيع على التكتم وسرية الموضوع.‏

فبعد هذا الزمن والبحث الطويل هل سيخرج لغز لوركا خارج قبره، وهل سينتزع منه السر؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية