شاعراً بخيبة الأمل تجاه عمله وحياته الشخصية يعود مرة أخرى ليطلب من العجوز مساعدته في العثور على الهدية، فيرد العجوز قائلاً: «أنت وحدك من تملك المقدرة على العثور على الهدية بنفسك، ويبدأ الشاب بحثاً بلا هوادة فيه، ولا كلل عن تلك الهدية السحرية التي تحمل سر الاستمتاع بالحياة والعمل.
وبعد أن يقوم الشاب بكل جهده في كل اتجاه ولا يبقى أمامه سوى أن يكف عن بحثه ويستسلم يكتشف الهدية أخيراً.
ويكتشف معها جميع الوعود والبشارات التي تقدمها.
وأنت بدورك سوف تكتشف أن هذه الهدية «الكتاب» هي أفضل هدية تمنحها لنفسك، وأنها ستصبح أفضل إذا قدمتها للآخرين.
فالكتاب كهدية لا تنافسه هدية أخرى، فهو يعمر طويلاً وتسعد به الأسرة جميعها وقد يجد الإنسان فيها ضالته بمعلومة مفيدة أو بحث دراسي أو يكون مرجعاً مهماً لهم وللأصدقاء والأقارب، ويبقى الكتاب زمناً طويلاً عنواناً للصداقة وتذكيراً بها، فالكتاب الهدية سيكون إضافة إلى مكتبة الأسرة أو نواة لها.
نعم للكتاب وقع جميل على نفوس محبيه فكيف إذا اجتمعت مع مكانته مكانة من يهديه، لاشك أن ذاك الكتاب سيكون مني لا السمع والبصرفحسب بل القلب والروح.
وليكن الفكر والكلمة هما عنوان التواصل والصداقة مع الآخرين، فما أحوجنا إلى ذلك في زمن تصدرت فيه الماديات فهل ننفض عنه غبار السنين ليكون منارتنا في الحياة وهديتنا إلى كل صديق؟!