تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الروح الثامنة

كتب
الأربعاء 10-7-2013
«كلماتي.. سحقاً لها، لا أقوى على أي لفظ شلت لغتي، اغتالها العراء، كل ما أقوله محسوب علي، لم أشعر من قبل أن لعملي وكياني تلك الأهمية حتى اليوم.. تلاشت كل القضبان بيننا حملتها الروح ودقتها في الأرض حولنا،

ربما حاولت تخبئتنا لكني بت سجينة روحه، لقد انهار تماماً فيما ظلت كلماته تلسعني بلهيبها طوال الطريق تتبادر إلى ذهني انفعالاته وطريقته الهمجية في التعامل مع الآخر، الذي استفز شلالات صمته... لم أكن أتوقع يوماً أن أسمع في سورية متل تلك الكلمات والنزعات التي كنا نراها في بيروت، حينها جهدت لأنسى ما سمعت وما رأيت، لكن سورية بل الوطن كله بعد شهور وقع فيما رأيت على محيط أوسع لم يكن في حسبان أي أحد ما سموه الربيع العربي.‏

حسب ما جاء على غلاف رواية «الروح الثامنة» للكاتبة ديمة داوودي لتؤكد فيما بعد أنها أمام وطن يعيش كل هذه المآسي ، لم تقف مكتوفة اليدين فالكاتب والأديب والإعلامي وأي شخص، يجب أن يفعل شيئاً وللكاتب الحق في التدوين والتوثيق من خلال السرد والشخوص وله صوته الخاص لإدانة كل من آذى سورية..‏

وتتكلم عن الأزمة بصوت المواطن السوري ، معتبرة أن سورية وخاصة دمشق مدينة الياسمين يجب حمايتها بماء العيون والدفاع عنه، فالجميع كتاباً وأدباء وإعلاميين هم ضد الإرهاب أياً يكن لونه وانتماؤه.‏

وتحمل روايتها الطابع الروحي كنوع من التجديد والتجريب خروجاً على سلطة الواقع والمألوف، وربما حيال الأزمة التي انعكست على مجريات الأدب، فكان لابد من التنويع وفتح فضاءات أوسع للملتقي كمساحة لمواجهة نقية.‏

لقد نمت رواية الكاتبة في خضم الواقع ومنعكساته فخرجت بين الروحانيات والوقائع الحقيقية، وأفادت من استنطاق الأرواح والقطة في الرواية وأنسنة الأثاث والمرايا والجدران ما يضع الشخوص وكل المجريات في ميزان الروح المقهورة والقاهرة، ونرى في الرواية متنفساً خاصاً لها تبوح من خلالها بالمكنونات الوجدانية للخروج من الذاتية نحو الأفق الأبعد.. أفق آخر عبر زمن واسع تتعدد فيه الأمكنة لإتاحة الفرصة لخلق الشخوص وقولبتها.. ومن روايتها نقتطف «لم تعرف الشام يوماً انكساراً ولا هواناً، ليتنا كنا نشبهها جميعاً دون أن تدور بنا أنصاف الحقائق.. أريد وطناً بتراب نظيف، وسماء مشرقة، دون سحب سوداء، وطناً يحتض جنوني وهذياني، كذلك الذي تعودنا رسمه في المدرسة عندما كنا صغاراً اليوم بات الطفل يرسم وطنه بالأحمر.‏

أريد وطناً لا يتخضب ياسمينه بالأحمر ولا أشعر فيه بالعري، أريده كامل الأمان كما كان أريد حق الحياة.‏

رواية الروح الثامنة - ما بعد موت ما قبل حياة. - الكاتبة ديمة داوودي دار بعل 2013.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية