فمنذ الغلاف الوردي يحيلنا صاحب المجنون إلى آلهة الجمال أفروديت تتوسط حديقة من الورود لينقلنا بألق كلماته إلى بحور من العشق تضع الوطن والمرأة كأيقونتين متميزتين حيث يشكلان للعجلاني سر الحياة.
يقول الشاعر في ديوانه الصادر حديثاً: أنا من تعمد بمياه بردى.. وخرج بالعراضة الشامية أنا من ارتدى.. الياسمين دثارا.. والغوطة فراشا وتحت أقدام قاسيون.. ولدت وعشت.. عشقت وأنجبت.. أنا من سلالة الحب والعشق هذه التغريدة التي يريدها العجلاني جاءت محملة بكلمات غاصت في تاريخ العشق والألم حيث أبدع في حبه لمدينته دمشق وحنينه الذي تثيره في نفسه أثينا الاغريقية التاريخية العتيقة فقارن بينها وبين حبيبته دمشق ليجد أن العشق الأبدي لأقدم عاصمة في التاريخ هو نبراس حياته في ليالي غربته يقول في قصيدة /أثينا ودمشق توءمان/.. أثينا ودمشق توءمان ..وعاشقتان.. ومحاربتان.. أثينا أنهت حروبها.. ودمشق تحارب حتى النصر.
وتتضمن المجموعة عواطف إنسان أرهقته الغربة فرسم وطنه كأجمل بلد في الدنيا إذ تهدمت جدران الأزمنة وطلعت من جوارحه الأحلام كأنها أحلام طفل صغير يبحث عن أشيائه الغالية بلهفة لا يمكن ان توصف حيث يخاطب دمشق عشقه الأبدي قائلا: سلمتك مفاتيح قلبي.. وتمددت على شاطئ عينيك.. وقلت ادخلي بين شرايين قلبي.. من سلالة الحب والعشق.. كما أبدع العجلاني في ديوانه هذا بعد ان سرقته الصحافة والبحث والتوثيق لسنين عدة فجاءت كلماته صادقة ناجت سيرة الحب بين أثينا وألق دمشق وياسمينها مختصراً في مجموعته الزمان والمكان ملخصاً في صفحاته المئة والست وأربعين كل سير العشق.