والبرامج المرتبطة بشكل أو بآخر بالشهر الفضيل، ومعها يبدأ التنافس الاعلاني وضخ الأموال والترويج لهذا العمل أو ذاك لأنه من المفترض أن يكون هناك زخم إعلاني وبالتالي مالي للمحطة العارضة أثناء عرضه.
ولكن إلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا الطقس في عرض الأعمال وفق السمات والمفردات نفسها التي اعتدنا عليها منذ سنوات وسط الظروف الحالية التي تمر بها سورية بشكل خاص والمنطقة والوطن العربي بشكل عام ؟.. وإلى أي مدى ستشكّل الأحداث ومتطلبات الحياة اليوم وتداعياتها عائقاً وإن كان نفسياً أمام المتابعة المعتادة للأعمال؟ ما مقاييس العرض الجديدة التي فرضت نفسها على أرض الواقع ؟ وإلى أي مدى سيكون هناك مزاج عام يسمح للمشاهد بأن يرى المسلسلات الجديدة على اختلافها ؟ لا بل هل سيكون هناك مزاج للمشاهدة أصلاً ؟ وهل المشاهدون اليوم يمتلكون أولويات المشاهدة نفسها التي كانوا يمتلكونها في أشهر رمضان عبر سنوات سابقة أم أن هناك أولويات اليوم باتت أكثر إلحاحاً وحرارة من متابعة مجريات مسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة ؟.. والسؤال الذي يبرز أمام تلك التساؤلات كلها : أليس من الممكن أن تلعب الدراما دورها الفاعل بأن تكون هي النافذة التي يحاول المشاهد التنفس من خلالها وسط جو مشحون متأزم وأحداث مؤلمة ، خاصة أن هناك العديد من الأعمال التي تتناول انعكاسات الأزمة الحالية على الناس وتحاول ملامسة جراحهم؟..
هي تساؤلات برسم القادم من الأيام، ويبقى الرهان على سوية الأعمال السورية وما تتمتع به من قدرة على جذب الجمهور من خلال ما تقدم من اقتراحات متنوعة وغنية على صعيدي الشكل والمضمون.
fmassad@scs-net.org