لنرفع أيدينا إلى السماء بصفاء النفوس وهدأة البال .
لندعو الله خير دعاء تضرعاً ورحمة ومغفرة وأجراً وثواباً. دعاء نجهر به تيمنا بزيادة بركة هذا الشهر الفضيل، شهر الصوم والعبادة والأمل والعمل والنصر...
هذا الضيف الأغلى على قلوب المؤمنين والمسلمين والقانتين..
شهر له في ذاكرة الأيام والتاريخ انتصارات وأحداث ووقائع ودواوين من العبر والحكم.
شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات..
أيها السوريون.. العاشقون الساجدون الراكعون أمام أعتاب الوطن وفي فضاء محرابه .. إن أرواحكم وأفئدتكم لتهفوا خشوعاً خوفاً ومهابة من الله عزّوجل ..
فلنلب جميعا متطلبات هذا الزائر الكريم والشهر العظيم بما يمليه العقل والضمير .
لاسيما وأن نفوس الجميع مرهونة بأعمالها فلنفككها بالاستغفار والتوبة والصلاح والعمل والعودة إلى التبصر وجادة الصواب.
أن نرأف بسورية الوطن والدولة والشعب والجيش والكيان أن ننهض من غفلتنا، وأن ينهض ممنّ وضعت على قلوبهم أقفال صدئة وأجسادهم سرابيل حديد أزاحت الخير والبياض من عمق ومحيط مساحة الروح والفؤاد لتستبدله بثقافة الجهل والشر والسواد والإقصاء وإلغاء الآخر وتحليل ماله ودمائه وعرضه.
ثلاث سنوات
أيها الشعب العربي السوري ياأسطورة هذا العصر ومعجزة هذا الزمان مايقارب الثلاث سنوات وفكر الإرهاب يراهن على خيبته في شهر رمضان حيث توعد ومازال يتوعد أصحاب هذا الفكر القاعدي وكل من يدور في فلكهم ، بأن شهر رمضان سيكون في كل عام من عمر الأزمة وبالاعلى الشعب السوري.. تكثر فيه الجريمة والقتل والترويع يطلقون تسميات وشعارات وخطط تفخيخ وتفجير وحرق وتدمير خارطة أمة أرادوا لها لهيباً من العنف لامثيل له وكله تحت شعار« الله أكبر»؟!؟!.
فيامن أنتم بعيدون كل البعد عن الله ومن تعاليم الله ، إنّه عزوجل قوي قدير على جعلكم هباءً منثورا.
فالله جلّ جلاله يعزّ من يشاء ويذل من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء.. والوطن السوري وطن كريم عزيز فيه من الخير ومن أهل التقوى والصلاح مايجعل العالم الداعم للإرهاب ينكفىء على عقبيه، تلعنه أطفال سورية الأبرياء وستحرق عيون ووجوه هؤلاء التي فقدت كل حياء.
وأن دعوات أمهات سورية الثكلى ستمطركم غضباً وناراً كما سعير جهنم تحرق صدوركم وتكوي قلوبكم .
وإن أبناء سورية من صغير وكبير الذين جعلوا من جراحهم النازفة بلون شقائق النعمان عنوان الكرامة وحزام الأمن والأمان الحقيقي للحفاظ على هذا الوطن وصونه ، وأن شموخ علمهم وجيشهم وقيادتهم هو قوس النصر الذي سيمر من تحت انحناءاته كل من سيعبر التاريخ أيا كان هذا العبور، ليكتب بحبر الدماء وصدق الفعل أن شهداء سورية صانوا الأرض والعرض وأخلصوا للقسم وأوفوا بالوعد..
وماشهر رمضان المبارك إلا شاهد بقناديله المضيئة على ضلال هؤلاء المرتزقة البعيدين كل البعد عن حياة التمدن والرقي والسماحة .
فأهلاً بك شهر رمضان .. شهر الرحمة والمغفرة والاختبار سنكثر من القرابين... ونؤدي الأمانات ونفي بجميع النذور..
فتقبل صومنا ودعاءنا.. وارحمنا في وطننا وأعزنا في قومنا وأرضنا فهذه سورية بعهدة المخلصين والمناضلين والطاهرين والقديسين والأولياء الصالحين.. وماالنصر إلا عزيز من عند الله.