حيث شكل سقوط أولئك في مصر ضربة صاعقة لهم في كل مكان بالعالم يرتدي جلبابهم ويتخذ من الدين مظلة لتحقيق النجاحات مهما كانت النتائج، ومهما راح من ابرياء.
ولأن صورة الإخوان واحدة في تركيا وسورية والجزائر ومصر، و المشهد هو ذاته مع اختلاف ببعض الديكورات و«اللوكات»، سيكون العرب والمسلمون الأحرار على موعد مع القدر لرسم مستقبل آخر لحياتهم لا يعكر صفوه التطرف، أو ينغص عيشهم التعصب لفئة أو لطائفة.
تونس إحدى الدول التي ابتليت بداء الجلابيب التي تخبئ تحتها الكره والحقد لأبناء الجنس البشري، والسبب قد يكون الممارسة أو الطقس، وربما الانتماء، تحبو الآن وتحنجل عبر حركة تمرد التي انطلقت منتصف الشهر الماضي لترفض كل ما جاء به الحكام الجدد في تونس الخضراء، عبر «نهضتهم» التي لم تأت للبناء، بل جاءت لتقوّض وتهد ما تم تعميره من علاقات وحضارة على مدار عقود خلت.
الأحزاب السياسية اليسارية والوسطية التونسية أعلنت عن دعمها لـ« تمرد» وهو ما قد يمثل منعرجاً كبيراً في المشهد الراهن للبلاد، من أجل التوجه الفوري لإجراء التغيير بالمسار الانتقالي، مايؤكد انحيازها التّام لإرادة الشباب والشعب، حيث بات حلّ الحكومة و تشكيل حكومة إنقاذ وطني مكوّنة من كفاءات وطنيّة، والإعداد لخارطة طريق واضحة للانتخابات، وتكوين لجنة فنيّة لإصلاح مشروع الدّستور والإعلان الفوري عن حلّ ما يسمّى برابطات حماية الثورة وإحالة المورّطين فيها على القضاء، قضايا مهمة يجب البدء بها من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها.
هؤلاء شباب تونس يريدون تصحيح الموقف، فهل يستطيعون تحقيق أهدافهم وإعادة البلاد إلى شاطئ الأمان.. الأيام القادمة تجيب على أسئلتنا.