وفي كل مرة كان يقول الطبيب قد تكون المادة الفعالة في هذا الدواء فاقدة لصلاحيتها أو أن الجسم قد تكيف مع الدواء أو أو...الخ.
على هذا المستوى ألم تقتنع الإدارة الاقتصادية عموماً والادارة النقدية لدينا على أن وصفة الدواء المقدمة للحفاظ على قيمة الليرة السورية واستقرارها أمام الدولار أصبحت دون فعالية وقد تكيفت معها السوق السوداء بكل اقتدار.
أيها الناس والمتابعون والخبراء أليس هو أسلوب المعالجة نفسه من أول الأزمة إلى اليوم.
ورغم ذلك لم تقتنع السلطات النقدية بعدم نجاعته.
نكب الدولار واليورو في السوق السوداء يومياً ليعود المضاربون بتدويرهما مرة ثانية وبأرباح خيالية.
رفعنا السعر الرسمي للدولار دون أي آلية حقيقية لتمويل المستوردات الغذائية فقط دون العطورات والسيارات.
إذاً لم تتوقف متوالية انخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار وبطبيعة الحال الذهب المتأثر بأسعار القطع على مستوى العالم.
وكما كل مرة تبدأ شائعات السوق السوداء بطرح السعر الوهمي في السوق والتي وضعت أسعار صرف الليرة بالأمس أمام الدولار فوق عتبة ال300 ليرة.
أقدم الفرضية السابقة لأنني عرضت بالأمس بيع الدولار الأمريكي بسعر الشائعة وب 325 ليرة فلم أجد من يشتري وهذا كلام ليس للتسويق الإعلامي بل كان الجواب: تحتاج إلى من يشتري أي إلى «رغيب».
لكن خطورة الموقف أن شائعة الأمس يتم الترويج لها وتسويقها لتصبح حقيقية كما حقيقة اشاعات غوبلز وزير دعاية «الفوهرر» هتلر.
كل ذلك يقف وراءه مضاربو العملة من الكبار والصغار والذين يصنفون بأنهم أخطر من الارهابيين الذين يحملون السلاح في وجه الشعب.
وبطبيعة الحال ما كان أن نصل الى هذا الحال لولا العامل النفسي الذي يدفع البعض الى اكتناز الدولار أو اليورو وخوفاً من التضخم الذي سيلتهم هذه المدخرات وهذا يشكل التربة الخصبة التي يعمل بها مضاربو العملات الأجنبية وتنمو فيها الشائعات.
حقيقة.. ما أكثر الطروحات الجديرة بالنقاش والمشاورة في هذا الاتجاه وهذا الدكتور وائل حبش المتخصص بالشؤون المالية يقترح أن يباع إلى كل من يريد 5000 دولار سنوياً أو كل ستة أشهر على أن يتم ايداع هذاالمبلغ في أحد المصارف السورية وبذلك نكون قد حافظنا على القطع الأجنبي وأمنا العامل النفسي للمواطن.
بنفس المستوى يقترح حبش أن يتم الشغل على اكتناز الذهب كملاذ نقدي في وقت الأزمات من خلال برامج توعية وتسويق تقوم بها السلطات النقدية.