فعلا إنهم لا يستطيعون العيش إلا على موائد الأزمات، فالطفيلية في عقولهم وتصرفاتهم و لم يتركوا فرصة سانحة إلا واستغلوها دون أن يكون لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه ما يتعرض له الوطن من ضغوطات خارجية وداخلية وتخريب لاقتصاده وانعكاس آثاره السلبية على المواطنين !!
فكلما قامت الحكومة باتخاذ إجراءات للتخفيف من آثار الأزمة على الحالة المعيشية للناس نجدهم يقفون متربصين لتقويض مفعول هذه الإجراءات وخير مثال إعلان وزارة الاقتصاد عن قيامها باستيراد المواد الغذائية ومواد أخرى ضرورية لطرحها عبر صالات المؤسسات العامة الاستهلاكية والخزن حتى وجدنا على أبواب هذه المؤسسات كل من تاجر المفرق والجملة يقومون بانتهاز الفرصة وشراء كميات كبيرة من هذه السلع لإعادة بيعها للمستهلكين بأسعار توازي أسعار صرف الدولار الجنونية مستفيدين من التخفيضات على أسعار السلع التي قامت بها هذه الصالات، وبالتالي لم يجن ثمار هذه الإجراءات إلا المتاجرون الذين يقبضون على كل المزايا والتسهيلات التي تقدمها الحكومة للمستهلك ، ما يستدعي من القائمين على هذه المؤسسات التدقيق بحجم المشتريات لأي فرد كان خاصة أن حجم استهلاك الفرد معروف وكي لا يحرم المواطن من الدعم الممنوح له من قبل الجهات الوصائية وحتى لا يذهب إلى جيوب تجار الأزمات !!
وما ينطبق على إجراءات وزارتي الاقتصاد والتجارة الداخلية ينطبق على إجراءات المصرف المركزي وتشريعاته، وبالمقابل هناك مشاريع قرارات تتعلق بالسلع يجب عدم الإفصاح عنها للرأي العام قبل إقرارها حتى لا يتم استغلالها كما حصل في قرار زيادة أسعار الدواء وقبلها المحروقات حيث امتنعت العديد من الصيدليات عن بيع الدواء للمواطنين لحين صدور قرار الزيادة وذلك حتى يستفيدوا من الربح القادم، وقس على ذلك جميع السلع الأمر الذي يضع المواطن يعيش تحت رحمة هؤلاء التجار!!!
بالتأكيد هذه الممارسات السلبية للتجار والتي تحول دون استفادة المواطنين تتطلب تحصين أي إجراءات أو تسهيلات تقدمها الحكومة للشعب حتى تصل إلى مستحقيها بأمان !!