ولم نرَ أي تحسن إيجابي على جبهات الصرافات العقارية والتجارية التي نحارب عليها أياماً من أول الشهر حتى أوسطه حتى نستدين نصف راتبنا بانتظار صراف يعمل.
باتت حالنا في آخر كل شهر مزرية إن كان لجهة الوقوف الطويل في طوابير الانتظار.. أم لجهة البحث المضني عن صديق تجاري أو عقاري يقبل منا بطاقته ويلفظ لنا ليراتنا المعدودة.. بل على العكس فهو باستمرار يلفظ البطاقة محتفظاً برواتب تبقى حبيسة بجوفه الأيام العشرة الأولى من الشهر..
وما يزيد الطين بلة أنه عليك الإسراع بإخراجها مع اقتراب اليوم الـ 15 حيث يبدأ أول شهر جديد للمتقاعدين وغيرهم ممن يقبضون في منتصف الشهر ويستمر الوضع عشرة أيام أخرى ليقارب الشهر على النهاية وتعود دورة جديدة من (ماراثون) البحث عن صراف.. أو تمرين جديد من (يوغا) الانتظار في طوابير القبض..
وأنت وحظك.. فقد يعتذر منك الأزرق أو الأخضر حين الوصول إليه أو يطلب منك الرحيل نحو صراف آخر قد يعاملك معاملة أقسى من أخيه... أنا لا أبرر.. لكن قلة الفنيين ذوي الخبرة الفنية بآلية عمل الصرافات مشكلة بحد ذاتها تحتاج للحل.. يضاف إلى ذلك عدم وجود قطع تبديل لإصلاح أعطال الصرافات وعودة إقلاعها من جديد.. وهذا ما يفسر (الحمى الرثوية) التي أصابت مفاصل الصرافات وأخرجتها عن طور الحركة والخدمة.
وأحيلكم للقصة التي حدثت منذ أشهر.. الفنيون المسؤولون عن بعض الصرافات الموجودة في مكان ما بدمشق حاولوا إصلاحها بشتى الطرق الممكنة إلا أن الموظفة التي كانوا ينسقون معها في الإدارة المركزية لم تكن لديها الخبرة لإدخال المعطيات الفنية بشكل صحيح فاضطر العشرات من الموظفين للانتظار ليعودوا بعدها بجيوب فارغة.... كما يحدث معي ومعك الآن.