وعلى ذروة تصعيد يلتقي هؤلاء هروباً إلى الأمام من بعد تَقلص خيارات الهروب من هزيمة، واستغراقاً بوهم القدرة على إحداث تغيير يَمنع انهيار حلف العدوان، أو يُعرقل خطوات الطرف الآخر! .. لن تمروا.
ارتكابُ جريمة اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، بالتزامن في كل من غزة ودمشق، لا يمكن فَصلها عن سياق العربدة، بل هي امتدادٌ للعدوان التركي المَوصوف الذي يتقاطع مع عملية إعادة الانتشار التي تُجريها القوات الأميركية المحتلة في منطقة الجزيرة وصولاً إلى الرقة وتخوم حلب، وهي بمجموعها كمُمارسات، إنما تُمثل رد فعل عدواني أحمق وبائساً، إذا كانت غاياته التصعيد أو خلط الأوراق أو تصدير الأزمات الذاتية والداخلية، فإنه بكل الحالات لن يَمر، ولا جدوى منه .. لن تمروا.
إذا كان الاعتراف بالهزيمة في سورية يبدو أمراً ثقيلاً وقاسياً على قوى العدوان - منها على وجه التحديد ثالوث الإرهاب المُتمثل بالإسرائيلي والأميركي والعثماني - فإنّ البحث عن بدائل الإنكار وعدم الإقرار سيَقود هؤلاء حتمياً لمُلاقاة ما هو أثقل وأكثر قَسوة، ذلك يُثبت الصلف والعَجرفة، ويؤكد عجز هذه الأطراف عن الفهم، فضلاً عن العجز بأخذ العبرة واستخلاصها من أنّ المرور من هنا استحالة، بل هو المُستحيل بكل مَعانيه!.. لن تمروا.
أحداثُ العراق، ولبنان، كمُحاولة للتفجير والاستهداف للجبهة المُوحدة، لا تَنفصل أيضاً عن اليمن الصامد المُقاوم، بل هي محاولة لجعل دائرة النار والعبث أكثر اتساعاً لا تمر خطوطها فقط من مضيق هرمز بتحالف بحري هزيل هَزَلي بل تُطوق طهران بوهم إسناد تُوفره بيانات قلق فرنسية - بريطانية - ألمانية حاضرة جاهزة للصدور الفوري تَلبية للطلب الصهيوأميركي.. أيضاً وأيضاً لن تمروا.
على ذروة تَصعيد يلتقي ثالوث الإرهاب، ومعه من التابعين في الخليج والغرب يَصعد إليها من يصعد قسراً أم رغبة لا فَرق، فغداً أو بعد غد ستَتكاثر عليها الأشلاء، ولا يتراكم على أطرافها إلا الحُطام .. فمحور المقاومة - سورية وقوى المقاومة على امتداده - أقوى مما يتصور الأوغاد والحَمقى.. لن تمروا.