هذا ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، من دون أن ندري إن كان كلامه هذا مجرد استعراض إعلامي ليقول للعالم بأن فرنسا لا تزال هنا، وستعمل كل ما في وسعها لتحافظ على مكانتها كقوى عظمى، أو أن ما أدلى به لا يعدو عن كونه محاولة لإلهاء شعبه عن الأزمات الداخلية في البلاد بمسائل وقضايا خارجية أخرى، أو أن القصة برمتها بحسب محللين لا تعدو عن كونها رسالة للأميركي تحمل في طياتها الكثير على الصعيد الشكلي لا أكثر ولا أقل.
تصريحات الرئيس الفرنسي يبدو أنها دغدغت حفيظة الاتحاد الأوروبي الذي سرعان ما وافق على مشروع نظام دفاع جوي وصاروخي خاص به لصد أحدث التهديدات الجوية من الجيل الجديد ليقول للعالم بأسره وفق متابعين بأن القارة العجوز لا تزال على الخريطة وتبتكر أنظمة تقنية خاصة بها وتعمل على مشاريع من شأنها صدّ أي اعتداءات محتملة.
ماكرون لم يكتف بالقول: إن النظام السياسي العالمي يعاني أزمة غير مسبوقة، وإنما دعا إلى تحالفات من نوع جديد وإلى التعاون لتسوية مشكلات العالم.
تحذير ماكرون هذا جاء بعد أيام على صدور مقابلة أجرتها معه مجلة ذي إيكونوميست الخميس، رأى فيها أن الحلف الأطلسي في حالة موت دماغي وأن أوروبا أمام خطر كبير بأن تختفي عن الخريطة الجيوسياسية مستقبلاً أو أقله ألا نعود أسياد مصيرنا، في تصريحات كان لها وقع الصدمة في العواصم الأوروبية.
وقال ماكرون مفتتحاً منتدى باريس الثاني من أجل السلام الذي أنشأه العام الماضي إننا نعيش أزمة غير مسبوقة في نظامنا الدولي.
وشدد على ضرورة إيجاد سبل تعاون جديدة، تحالفات جديدة بين الدول والمنظمات، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة نفسها باتت مشلولة.
ورأى أن الأنظمة السياسية والمالية العالمية التي عملت بشكل جيد بعد الحرب العالمية الثانية هي اليوم في أزمة.
إلى ذلك وافق الاتحاد الأوروبي على مشروع لإنشاء نظام دفاع جوي وصاروخي بمكونات فضائية «تويستر» خاص به، لصد أحدث التهديدات الجوية من الجيل الجديد.
وأعلن عن ذلك أمس في البيان الختامي لمجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الدفاع، حيث أدرج مشروع نظام تويستر في قائمة تتكون من 13 مشروعاً عسكرياً جديداً تم اعتمادها كجزء من برنامج الشراكة العسكرية الهيكلية للاتحاد الأوروبي بيسكو.