من أجل التوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها, والسعي إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب. ويوفر هذا اليوم فرصة لزيادة وعي الجماهير ونشر المعلومات المتصلة بصون الموارد المائية وإدارتها وتنفيذ توصيات جدول أعمال القرن الواحد والعشرين.
وفي 22 آذار من عام 2005, صادف اليوم العالمي للمياه بداية العقد الدولي للمياه الذي يستمر حتى العام 2015, والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والخمسين تحت شعار (الماء من أجل الحياة) وذلك بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى الوفاء بالالتزامات الدولية المعلنة بشأن المياه, والقضايا المتصلة بالمياه بحلول عام 2015.
وقد كان موضوع مواجهة ندرة المياه الموضوع الرئيسي ليوم المياه العالمي في العام 2007. وقد اختير هذا الموضوع لإبراز الأهمية المتزايدة لندرة المياه في جميع أنحاء العالم, والحاجة إلى زيادة التكامل والتعاون لضمان الإدارة المستدامة والكفوءة والعادلة لندرة المياه على الصعيدين الدولي والمحلي. وقد اختيرت منظمة الأغذية والزراعة جهةً منسقةً للاحتفال بهذا اليوم في العام 2007 بالنيابة عن جميع وكالات الأمم المتحدة وبرامجها الأعضاء في فريق الأمم المتحدة المعني بالمياه .
أما في العام الحالي , وبغية تسليط الضوء على أهمية خدمات ومرافق الصرف الصحي, أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على العام 2008 سنة دولية للصرف الصحي. والهدف من ذلك زيادة الوعي بالأهداف الإنمائيه للألفية, والتعجيل بالتقدم نحو تحقيقها بغية التخفيض بمقدار النصف, بحلول عام 2015, نسبة ال 2,6 مليار شخص من الذين لايحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية .
الأمم المتحدة ستحتفل باليوم العالمي للمياه 2008 يوم الخميس الموافق 20 آذار, وقد دعت كلَّ المعنيين في شتَّى أنحاء العالم للمشاركة في هذا اليوم بتسليط الضوء على التحديات التي يواجها العالم في مجال الصرف الصحي, وخاصة التوعية بالقضايا التالية: (الصرف الصحي أمر حيوي لصحة الإنسان) و (الصرف الصحي يولد منافع اقتصادية) , و(الصرف الصحي يُساهم في الكرامة والتنمية الاجتماعية) و (الصرف الصحي يساعد البيئة), و(تحسين المرافق الصحية أمر يمكن تحقيقه).
وقد احتفلت جامعة دمشق باليوم العالمي للمياه في عام 2007 من خلال انعقاد (الندوة الأولى للموارد المائية في جامعة دمشق) التي نظمها قسم الهندسة المائية في كلية الهندسة المدنية في 27 آذار 2007 وتضمنت الندوة ثلاثة محاور رئيسية هي: »الاستخدام المستدام للموارد المائية التقليدية وغير التقليدية) و»المنشآت المائية) و»إدارة الطلب على المياه). وهذا العام ستحتفل جامعة دمشق أيضاً باليوم العالمي للمياه من خلال تنظيمها »الندوة الثانية للموارد المائية ) وذلك مساهمة منها في نشر الوعي والمعرفة العلمية بأهمية الإدارة الجيدة للموارد المائية والمحافظة عليها.
لقد أدركت جامعة دمشق أهمية بناء القدرات البشرية في مجال إدارة الموارد المائية وأولته عناية خاصة. فأحدثت ماجستيراً في »إدارة الموارد المائية) بالشراكة مع جامعة نمساوية في إطار مشروع أوروبي (TEMPUS), كما أن أساتذتها شاركوا بفعالية, من خلال عضويتهم في اللجنة التأسيسية للمعهد العالي للمياه, بوضع التصور الأولي لهذا المعهد الذي يعوّل عليه كثيراً عند افتتاحه في رفد قطاع المياه في سورية بالكوادر المؤهلة في شتى الأوجه المتعلقة بإدارة الموارد المائية, الفنية منها والاقتصادية والقانونية والبيئية والمؤسساتية.
إنَّ الإدارة الجيدة للموارد المائية لا تتحقق بإشادة المشاريع المائية فحسب, بل يجب أن يسبق ذلك تقييم اقتصادي دقيق لهذه المشاريع, ولآثارها البيئية والاجتماعية, وأن تُبنى على تخطيط سليم لاستخدام الموارد المائية يُظهر العوائد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاريع ويضع في الحسبان بدائل الاستخدام الأخرى وفي كافة القطاعات. ولا بد وأن تتحقق شروط استدامة هذه المشاريع ليس من الناحية الفيزيائية فقط, بل أيضاً من حيث الاستدامة البيئية والمؤسساتية والمالية. وتلك هي تحديداً المهارات والقدرات الأساسية التي يتوجب على المعهد العالي لإدارة الموارد المائية بناءها وتطويرها.
منذ حوالي العام تقريباً أصدر الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية المرسوم التشريعي رقم 37 تاريخ 12 نيسان 2007 القاضي بإحداث المعهد العالي للمياه. وقد قلنا في حينه أن إحداث هذا المعهد حلمٌ تحقق بالنسبة للعديد من العاملين في قطاعي التعليم العالي والمياه في سورية, لما سيكون لهذا المعهد من أثر كبير في تطوير الإدارة المتكاملة للموارد المائية في القطر. ومما لاشك فيه أنَّ افتتاح هذا المعهد الذي طال انتظاره, ونأمل ألا يطول أكثر, سيكون أكبر مساهمة لمنظومة التعليم العالي في دعم قطاع المياه في القطر, وفي »العقد العالمي للمياه).