|
أنهارها السبعة دمشق عاصمة الثقافة وقد نظمتها ضمن موال لأمر اقتضاه الحال, فقلت: يزيد ثورا وبردى نهر بانياس نهر القناة وداراني ومزة جاس سبعة نهور جرت ياصاحب الإيناس والمقسم الفائق أضحى نزهة للناس وتقسيمها, لنعلم كالمرئية المشاهدة ويحصل بذلك للطالب تمام الفائدة: إن نهر المزة الذي هو أولها على يمين من كان بالربوة واستقبل جهة الشام يسير في داخل الجبل نقراً في الحجر يظهر أحياناً ويختفي أحياناً, فإذا خلا المحل من الساتر الحجري ظهر وإلا استتر. ونهر الداراني, وهو النهر الثاني, أعلى مما قبله, ومنه يسقى (بستان النوفرة) المقدم ذكره وذكرها. ونهر القنوات, وهو النهر الثالث, أعلى منه بنحو قامة مصعداً إلى الجبل. ونهر بانياس وهو الرابع إلى جانب بردى قريب منه. بردى, وهو الخامس, في وسط الأرض وهو أعظمها, ومنه ينقسم بانياس عند المقسم في وسط الربوة. ونهر ثورا, وهو السادس, إلى جانبه بنحو قامتين أو ثلاث, وهو نهر عميق كثير الجري. ونهر يزيد, وهو السابع, فوقه بنحو ذلك في أعلى الجبل, وبه محل يسمى المنشار شق في جبل ينزل منه الماء أعظم من أعظم ميزاب كبير, وبجانبه محل آخر نازل إلى قريب ثورا يبرز منه الماء أيضاً يسمى المهد منسوباً لسيدنا عيسى صلوات الله وسلامه عليه, صعدنا إليه لأنه في مرتفع من الجبل وتبركنا به أيضاً, وهو قريب من نهر المزة.
|