فحياة العراقيين مأساة بحد ذاتها بعد ان دمرت الحرب بلدهم وأدت إلى نزوح 4 ملايين عراقي في الداخل والخارج مع أمل ضعيف بعودة الحياة إلى طبيعتها مع استمرار الاحتلال.
وإذا كان قتلى الاحتلال الاميركي حوالي 4000 جندي و 175 جندياً بريطانياً وتجاوزت 3 تريليون دولار فإن الضحايا العراقيين بعشرات الآلاف خلال سنوات الغزو والاحتلال بحيث لم يعد العراق بلداً آمناً بعد أن خلق الغزو أكبر كارثة انسانية في العالم الحديث.
كل هذا يجري والشعب الاميركي يجهل تماماً تداعيات الحرب التي تراجعت تغطيتها في وسائل الاعلام الاميركية إلى 15%.
ومع استمرار نزيف الدم قتلت أمس امراة عراقية وجرح 9 بصاروخ كاتيوشا أطلق على 15 منزلا في حي الجزائر وسط المدينة حيث عثرت اجهزة الامن على 29 منصة لاطلاق صواريخ الكاتيوشا من صنع محلي وتسعة صواريخ كاتيوشا غير مستخدمة بعد نصف ساعة من اطلاق الصواريخ.
واشار مصدر امني رفض الكشف عن اسمه الى ان الصواريخ كانت تستهدف القنصلية الاميركية لكنها اخطأت واصابت المنازل.
كما ارتفعت حصيلة القتلى في المواجهات بين انصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر وقوات عراقية اميركية مشتركة في مدينة الكوت إلى خمسة قتلى و 15 جريحا.
كما قتل شخصان واصيب ستة اخرون بجروح لدى انفجار قنبلة يدوية في حافلة صغيرة للركاب قرب مدينة الكوت.
إلى ذلك اعلنت الشرطة العراقية العثور على جثتين في منطقتين مختلفتين في بغداد وعلى جثة ثالثة في حقل في النعمانية جنوب العاصمة.
كذلك قتل مترجم يعمل لحساب قوات الاحتلال الاميركية واصيب ستة اشخاص بينهم جنديان اميركيان بجروح في تفجير وقع مساء أول امس شمال غرب العراق.
على صعيد آخر ادانت الحكومة الاردنية بشدة أمس مقتل مطران الموصل للكلدان بولس فرج رحو الذي كان خطف في العراق قبل نحو اسبوعين وعثر على جثته مؤخرا.
واستنكرت الجريمة التي استهدفت احد رجال الدين المسالمين كما تدين استهداف المدنيين الابرياء.
ومن بيروت دان رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي جريمة اغتيال المطران بولس فرج رحو,وحمل النابلسي في تصريح أمس الولايات المتحدة مسؤولية تغذية التطرف واضرام نار العداء والكراهية بين أبناء الشعب العراقي الواحد ودعا الشعب العراقي إلى الوحدة الوطنية وكشف المتربصين به .
على صعيد آخر ذكرت وكالة رويترز في تحليل لها امس ان الحرب في العراق وتطور الهجمات المسلحة التي يواجهها الجنود الاميركيون حولت العراق إلى اختبار صعب لقوات الاحتلال الاميركية وادت إلى تغييرات كبيرة في الجيش الاميركي.
واشارت الوكالة إلى ان مسحا أجراه الجيش كشف أن أكثر من جندي من بين كل أربعة جنود أميركيين في فترة خدمتهم الثالثة أو الرابعة في العراق يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية كما كان للحرب أثر كبير على المؤسسة العسكرية قبل كل شيء التي تضطلع بالعبء الاكبر للقتال.
وكشفت الحرب عن نظام طبي غير مجهز بشكل جيد لتقديم رعاية طبية طويلة الاجل لعدد كبير من المحاربين المصابين وقلصت قدرة جيش الاحتلال الاميركي على خوض حرب أخرى كبيرة ويقول القادة انه من المرجح أن تتولى القوات الجوية والبحرية القيادة اذا نشبت حربا أخرى لان القوات البرية تعمل بكامل طاقتها.
كذلك اقر قائد عسكري كبير في الجيش البريطاني أمس ان قوات الاحتلال البريطانية في العراق تعاني من التوتر والضغوط نفسها التي تعانيها قوات الاحتلال الاميركية بعد اعادة انتشارها في هذا البلد لعدة مرات ولسنوات متتالية من الحرب.
ونقلت (ا ب) عن الميجور جنرال سيمون مايال مساعد رئيس هيئة اركان الجيش البريطاني قوله خلال زيارة إلى كلية القيادة والاركان العامة العسكرية في فورت ليفينوورث بكنساس.. انه لايرى اي تغيير ممكن لاي من جيشي الاحتلال الاميركي او البريطاني في العراق في المدى المنظور معترفا ان هذه القوات تخوض معارك قاسية للغاية في حرب لا تلقى بالضرورة الدعم الشعبي في بلديهما.
واضاف مايال ان القادة العسكريين في جيشي الاحتلال البريطاني والاميركي يعتقدون ان خطر الهجمات التي يشنها المسلحون سيتواصل لعشر سنوات على الاقل.