تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحزن شخصية العام؟!؟

آراء
الخميس 3-1-2013
 حسين عبد الكريم

عسكرة الأحزان النبيلة وترتيب أوضاع الحب الوطني تفاهمات إنسانية في الضيق.. ربما.. لأول مرة في التاريخ تتم عسكرة الأحزان، ودعوة الحب للخدمة الاستثنائية في مجالات مكافحة اليأس وردع التخلف عن ممارساته المظلمة والظالمة.

حزن وطني يدافع عن الوجع العسكري والمدني والناس البسطاء وعن الحرية.. وعن الأفكار والثقة بالنفس والأبعدين والأقربين.. وحزن يحمي الكرامة ويقاتل من أجل الأب الحنون..‏

الجيش الذي يشبه الوطن يستحق بطولة الأحزان وأوسمة الحنان..وهذا ما فعله العسكريون والوطنيون من أصغر كلمة شرف وشجرة عزة وعريف ومجند وإلى التحدي والبطولة ، وحملت من الناس الطيبين نباهة الانتماء والقدوة الوطنية.. الزمهرير لا يهزم دفء القلوب القائد وجع أول في معركة الأحزان الكبرى وجندي استثنائي في التصدي والكرامة وحبر الموت الذي يؤلف كوناً وأحياءً وحداثة بقاء ووطن.. الموت حرف صعب في كلمة الحياة، وفي مسعى الوطن ورعايته يغدو الموت كلمة أولى في سطر الحياة، الحزن وطني، وصديق شخصي لكل امرأة ودعت في المرايا الكلام.. واستبدلت بالكحل الدمع.. نسيت، وهي الأنيقة، والسيدة، أن تكتحل واكتفت بالأحزان التي لا تشيخ ولا تتقاعد ولا تحب المبيت المبكر وإغماض العينين من الاستسلام، الحزن هذه السنة صديق شخصي لكل طبخة وجدانية ونكهة مميزة لكل لقاء، وكلمة فصل وحسم في مرايا النساء..‏

يعطينه الأسرار وقلم الكحل ويكتحلن به وبالدموع ولاينكفئن عن الحزن ولا يتوقفن عن الجمال والبهاء.‏

خلطة جديدة وعريقة بذات الوقت: حزن وحسن وبراءة اختراع آمال حزينة وأمنيات حسناء وملتاعة وأساور فضة بكاء وسلسال قصص أسى ومأساة.. والوطن ناطور كرامات وغرام أبدي..‏

الحزن لا يحب النوم مبكراً.. ويذهب في القرابات والعلاقات والزوايا المركونة في القوة كالحجل البري، الذي يفتش في الصخور عن الصخور.‏

حزن وطن في وطن وجهة إضافية في مكتشفات القلب وتوجهاته..‏

الحب والأحزان في معسكر الوقت الوطني..‏

كيف لا؟!؟‏

نخسر الأحباب أو تغيب نداءات الإصرار..‏

فتتكئ على صدرك أيها الوطن، فيرجع حب ويزهر كرم القلوب.‏

الحب الوطني لا يقتله الصقيع.. والحزن الشخصي لايتعاطى بالأفكار المهترئة وعواطف اليأس والكآبة والانقراض.. تؤلف حرية وزوايا جديدة في بيوت الوجدانات..‏

في التفاصيل المؤلمة: بيوت مثقلة بصرير الأبواب ومحاولات الليل بالدخول، لكن الجيرة الحسنة أقوى من الصرير.. والوطن الناهض دائماً ينام في عيونه وجهات بقائه أحباب وأحباب.‏

تعطش غابة تسقيها الغيمة لاحقاً.‏

نبكي في الوداعات المريرة.. ثم نعيد ( تنجيد) الدموع بإبر الأماني والأحلام.. كما تنجد العجائز العمر بالذكريات؟!‏

مادام الوطن موجوداً فالأحزان صديقة الأيام التي يمكن العمل معها من أجل الأفراح القادمة.. لكن حين يخطر ببال أحد أو في بال الكون أن الوطن في إجازة قسرية.. أو تآمرت عليه قوى الظلام والحقارة الكونية.‏

من يحمي عطش الغابة والوداعات والدموع والأحباب والكرامة؟!‏

في عز الفقر يمكن للكرامة الجيدة أن تحيا وتنمو بساتينها .. لكن لو فكر الوطن لحظة أن يغيب فماذا يبقى من الكرامة ؟ يبقى الفقر وتتشرد الكرامة..‏

وطن أو وطن.. وأحزان هي شخصية السنة، لكنها صارت من كثرة ما أشبهت الأمهات والبنين والبنات والسواقي والأنهار والجهات والجبال والغابات.. أحزان تشبه التضحية والعزة والقلوب..‏

بكل تحية وحب: الحزن الوطني شخصية العام، والبدلة العسكرية أجمل الملابس والتصميمات لأن الجيش يشبه الوطن من أعلى المراتب وإلى أصغر جندي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية