من هذا الإيمان أطلقت شاعرة الحب والثورة (فدوى طوقان) شعرها الى فضاء الشعر.
فدوى طوقان تجتمع فيها مجموعة مفارقات فهي ولدت في أسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي ولم تكمل دراستها حيث اعتمدت على نفسها في تثقيف ذاتها والذي ساهم في هذا الأمر أخوها ابراهيم الذي كان له الفضل الأول والأكبر في صقل موهبتها الشعرية التي تجسدت في قصائد نشرت في عدة صحف عربية آنذاك من خلال هذه القصائد لفتت الانظار اليها ووضعتها في مصاف الشعراء المهمين حينها فشعرها شابه مفارقات حياتها فتجد فيه الوزن القديم والإيقاع الحديث مع تميزه بالصقالة اللغوية والسبك الجيد وميله للسرد.
بعد وفاة أخيها ووالدها اختلطت في شعرها الشكوى والمرارة والتفجع فصدر ديوانها (وحدي مع الأيام) مجسداً ذلك، والداعم الثاني لها بعد وفاة أخيها كانت الفترة التي أمضتها في لندن حيث فتحت أمامها آفاقاً معرفية وجمالية وانسانية جديدة وجعلتها تنظر عن كثب وتلامس الحضارة الأوروبية.
وأتت تسميتها بشاعرة الثورة من خلال مشاركتها في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس الفلسطينية تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم فسجلت لها عدة مساجلات شعرية وصحافية ضد المحتل الصهيوني.
نصف قرن قضته شاعرتنا فدوى طوقان بالشعر أثمر عدة دواوين منها (أمام الباب المغلق- الليل والفرسان- تموز والشيء الآخر...) حصدت من خلال تلك الدواوين على جوائز عالمية وعربية وفلسطينية من بلدان عدة.