تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استهداف أطفال فلسطين .. سياسة إسرائيل الثابتة والممنهجة

شؤون سياسية
الخميس 3-1-2013
 فؤاد الوادي

استهداف الأطفال الفلسطينيين هي إحدى السياسات الإسرائيلية الثابتة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد أطفال فلسطين بهدف بث الخوف في نفوسهم وتركهم يقبعون

إلى ما لانهاية في سجون الرعب والهلع وصولا عند تحقيق الهدف الأساسي من هذه السياسة المتمثل بقتل مستقبل الشعب الفلسطيني عبر قتل أطفاله الذين يشكلون بلا شك المخزون الاستراتيجي للشعب الفلسطيني الذي يحدوه الأمل بأجيال المستقبل لتحريره من نير الاحتلال وطغيانه وإعادة الحياة إلى دولة فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.‏

وانطلاقا مما سبق فإن سجل إسرائيل بانتهاكات حقوق الأطفال الفلسطينيين يبدو حافلا بصور الإرهاب ضد أطفال فلسطين طيلة أكثر من ستة عقود من الزمن تاريخ احتلال إسرائيل للأرض العربية، وهذا ما يوضحه التقرير المفجع الذي صدر عن وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الفائت، حيث يقرب التقرير من تلك الصورة السوداء للكيان الصهيوني إلى الحد الذي يسمح بسبر جزء كبير من أغوارها الوحشية المظلمة والمتخمة بممارسات الاحتلال والتي تفيض إرهابا ودموية وإجراما، كما أن ذلك التقرير يعكس إلى حد كبير سياسة ازدواجية المعايير التي يتبعها المجتمع الدولي إزاء القضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص وتحديدا تلك الدول التي تدعي حماية الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان وهو الأمر الذي يعريها مجددا ويفضح سياساتها الزائفة التي تحاول إقناع دول العالم بها وذلك من خلال حروبها التي تخوضها خارج أراضيها والتي ليست في أبعادها ومضامينها إلا استمرارا ومكملا للنهج الإسرائيلي في الطعن بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات .‏

ويبين التقرير أن إسرائيل قامت خلال العام 2012 باعتقال نحو 900 طفل فلسطيني مقابل 700 طفل في العام الماضي، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية تعمدت ضرب الأطفال بأساليب وحشية.‏

ويوضح تقرير وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين أن هناك 135 طفلاً أسيراً و140 طفلاً موقوفاً بانتظار المحاكمة و21 طفلاً أسيراً في مراكز التحقيق ومراكز الاحتجاز.‏

كما يشير التقرير إلى أنه «في مراكز التحقيق يتم تعذيب الأسرى الأشبال بضربهم وتخويفهم ليعترفوا بتهم لم يقوموا بها وليعترفوا ويشهدوا ضد أصدقائهم ومعارفهم، كما يوضح التقرير أن المحققين الإسرائيليين يخضعون الأسرى الأطفال لجولات تحقيق مستمرة وعديدة لساعات طويلة وهم جالسون على كرسي قصير مقيدي الأيدي للخلف ومكبلي الأرجل وأحياناً معصوبي العينين، وفي بعض مراكز التحقيق يقومون بتركهم واقفين لساعات طويلة تحت المطر».‏

ويؤكد التقرير أن الأطفال الأسرى يعانون من ظروف احتجاز قاسية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى مثل: نقص الطعام ورداءته وانعدام النظافة وانتشار الحشرات والاكتظاظ والاحتجاز في غرف لا تتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي ونقص الملابس وعدم توفر وسائل الترفيه، تضاف إلى ذلك معاناتهم من الحرمان من زيارة الأهالي وعدم توفر أخصائيين نفسيين واحتجازهم مع البالغين والإساءة اللفظية والضرب والعزل والتحرش الجنسي، كما العقوبات الجماعية.‏

وبناء على ما سبق فانه يتوجب على السلطة الفلسطينية التصدي لتلك السياسة الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين عموما والأطفال خصوصا باستخدام كل الوسائل والطرق خطوتهم الأولى في ذلك إعادة توحيد الصف الفلسطيني بغية إعادة الروح إلى الجسد الفلسطيني المنهك والضعيف والذي انعكس بطريقة أو بأخرى على الفعل والإرادة الفلسطينية طيلة أكثر من عقدين من الزمن، وانطلاقا من ذلك فإن خطوة السلطة الفلسطينية المتمثلة برفع شكوى أمام محكمة الجنايات الدولية ردا لاعتقال إسرائيل لنحو 900 طفل فلسطيني خلال عام 2012 تبدو هزيلة وغير فاعلة على الأرض لجهة تحقيق أي نتائج في المستقبل المنظور أو البعيد طالما أنها لم تسلك الطريق الذي يأمله ويتمناه الشعب الفلسطيني .‏

الخطوة الفلسطينية تمثلت بالدعوة لاستثمار انجاز الدولة الفلسطينية بصفة مراقب في الأمم المتحدة من أجل تصعيد الإجراءات ضد إسرائيل ورفع قضايا ضدها بسبب مضيها في اعتقال الأطفال الفلسطينيين والتنكيل بهم، والانضمام للهيئات الحقوقية والإنسانية في العالم من أجل نصرة جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مع الإشارة إلى أن قواعد اللعبة اليوم تغيرت وبات من الممكن استخدام الهيئات الدولية بصورة أفضل وأكثر إلزاما.‏

السلطة أكدت على لسان وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن إسرائيل تنتهك قانون حماية الطفل والقوانين الدولية وتقدم الأطفال الفلسطينيين لمحاكمات عسكرية وتقوم بترهيبهم بشكل مقصود، وأن منهم من يتعرض للانهيار ولصدمات نفسية كبيرة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية