لأن القوى الاستعمارية وبتحريض من الكيان الصهيوني تسعى دائما للنيل من التقدم العلمي الإيراني الذي أخذ أشكالا متعددة، ولاسيما في مجال الطاقة النووية السلمية والتكنولوجيا العسكرية الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولي الكيان الصهيوني ودفعهم لإطلاق تهديدات بضرب المنشآت النووية الإيرانية ضاربين عرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية.
المناورات الإيرانية تكتسب أهمية كبيرة وذلك لكونها تغطي مساحة تبلغ مليون كيلومتر مربع ابتداء من شرق مضيق هرمز وحتى شمال المحيط الهندي وتشارك فيها غواصات وحوامات وطائرات من دون طيار وتم اختبار الحرب الالكترونية والمنظومات الدفاعية والأسلحة الذكية والتقنيات الإيرانية الجديدة بالإضافة إلى اختبار أحدث الصواريخ مثل (رعد - نصر - قادر) والتي بإمكانها إصابة أهداف جوية وبحرية الامر الذي يشير إلى مدى جهوزية القوات الإيرانية واستعراض قدرات وكفاءات القوات البحرية في الدفاع عن حدود وموارد ومصالح الجمهورية الإيرانية في المياه الدولية والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد أكد المسؤولون الإيرانيون أن مناورات الولاية 91 التي تستخدم فيها أسلحة ومعدات عسكرية حديثة لأول مرة وتكتيكات حربية مبتكرة ليست موجهة ضد دول الجوار إنما تحمل إليهم رسالة سلام وصداقة. وفي هذا السياق، قال اللواء حسن فيروز أبادي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية: إن المناورات الحالية ليس الهدف منها إغلاق مضيق هرمز بل تحمل رسالة السلام والصداقة وأن هذه المناورات هي جزء من الإجراءات المخطط لها مسبقا للقوة البحرية الإيرانية، من جانبه أكد الخبير الإيراني محمد حسين علويان عضو مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران لصحيفة الخليج أن إيران واستنادا إلى تصريحات المرشد علي خامنئي وقادة الحرس الثوري والجيش ليست بصدد إغلاق مضيق هرمز كما يروج أعداء إيران وإنما هي مناورات روتينية تأتي في إطار الاستعداد والجهوزية ولا تحمل أي رسالة تهديد لأي دولة.
إن ما تتعرض له إيران من ضغوطات وحملات عدائية من قبل الدول الاستعمارية الغربية والولايات المتحدة الأميركية على خلفية برنامجها النووي السلمي دفعنا للقول: إن المناورات التي تجريها القوات الإيرانية والتي تشارك فيها مختلف صنوف الأسلحة والتقنيات الحديثة تحمل أكثر من رسالة ولاسيما للكيان الصهيوني الذي يحاول أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأميركية من أجل ضرب المنشآت النووية الإيرانية ومفادالرسالة أن إيران ليست ضعيفة وأنها سترد على أي حماقة تقوم بها إسرائيل لجهة ضرب المنشآت النووية وستكون الضربات الإيرانية المضادة قوية ونتائجها ستكون أكبر مما يمكن أن يتحمله الكيان الصهيوني.
أما الرسالة الأخرى والتي هي موجهة إلى القوى الاستعمارية التي فرضت عقوبات جائرة على الشعب الإيراني لإخضاعه إلى إملاءات وشروط تمنعه من الحصول على حقه التي كفلتها القوانين الدولية لاسيما في الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية ومفاد الرسالة أن هذه السياسة العمياء والعدوانية لن تؤثر في القرار السيادي الإيراني ولن تدفع إيران للركوع للدول الغربية وهي قادرة على تجاوز العقوبات وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الإيراني بفضل الاعتماد على سواعد أبنائها وقدراتهم الذاتية التي أدت إلى نتائج مذهلة في التطور العلمي والتقني في جميع المجالات وبالتالي فإن حل ملف البرنامج النووي الإيراني لن يكون إلا عبر الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل يحفظ حقوق الشعب الإيراني.
أما الرسالة الموجهة إلى الداخل الإيراني فهي جاءت تطمينية حيث تشير المناورات إلى أن القوات المسلحة الإيرانية قادرة على حماية الأرض الإيرانية والمؤسسات الحيوية وأنه ورغم الحصار الذي يفرضه الغرب الاستعماري استطاعت القوات المسلحة وبالاعتماد على الجهود الذاتية والتفوق العلمي لأبناء الشعب الإيراني استطاعت تحقيق تطور كبير والوصول إلى هذا المستوى من الجاهزية والاستعداد والذي تستطيع من خلاله صد أي عدوان محتمل بل توجيه ضربات موجعة لكل من تسول له نفسه التفكير بالعدوان على إيران، الأمر الذي يعطي معنويات قوية للشعب الإيراني ويدفعه للالتفاف حول جيشه وحكومته وإفشال مخططات الغرب العدوانية.
لقد أكدت إيران أنها قوة عظمى في المنطقة لا يمكن تجاوزها وأن التكنولوجيا والأسلحة المتطورة التي تشارك في المناورات والتي تم الإعلان عن بعضها وبعضها الآخر مازال سريا يمكنها من الرد بقوة وإشعال المنطقة بأسرها في حال تعرضت لأي هجوم أمريكي إسرائيلي والمساس بسيادة أراضيها ومؤسساتها الإستراتيجية وهذا ما تجلى واضحا في دعوة وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي نظيره الأميركي إلى أن يستخلص الدروس من الماضي وأن يتجنب السياسات الاستفزازية التي تلحق ضررا بالمصالح الأميركية والتصرف بحكمة حفاظا على ماء وجه الولايات المتحدة الأميركية.
فهل ستلتقط الدول الغربية الاستعمارية وأميركا وإسرائيل رسائل إيران ودعواتها وتجنب المنطقة حربا ستكون تداعياتها كارثية على شعوب العالم قاطبة؟ هذا ما تأمله الشعوب المحبة للسلام والعدل والمساواة.
mohrzali@gmail.com