تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التعامي عن الحقائق

نافذة على حدث
الخميس 3-1-2013
 حسن حسن

بخلاف ما يجري في الميدان ، يواصل بعض من يسمون أنفسهم بالمعارضة، محاولات «تحقير» العقل السوري والعربي ،واستباحة ما تبقى من قدرة على الرؤية والسماع والإدراك والفهم من خلال الاحجام عن رؤية التآمر الاقليمي والدولي الذي تصل تردداته

للمريخ،ومنح صكوك براءة لحكام تركيا وقطر «الوديعين» الذين كان همهم ولا يزال «تشجيع الانتقال إلى نظام ديمقراطي في سورية»‏

كما يتابع هؤلاء تجاهل حقيقة أن الجوهري في ما يحدث هو محاولة تصفية، أو على الأقل تجاوز مرحلة كاملة من التاريخ العربي كان عنوانها التحرر الوطني والتوجه القومي والاستقلال السياسي ،وذلك بعد أن تم للولايات المتحدة وحلفائها تطويع معظم النظام العربي وزجه في معركة تحطيم ما تبقى من مواقع استقلالية مقاومة يشكل خطراً على الأنظمة والمشيخات والمحميات التابعة لأميركا.‏

وما يثير الاشمئزاز أن ينبري الإعلام الغربي والخليجي المشبوه للدفاع عن مشوهي تاريخ سورية ودعمهم لأنهم -من وجهة نظره الحولاء- منافحون سلميون عن الديمقراطية والحرية والكرامة ولايوزعون السلاح على الجماعات الإرهابية التي ينكر هذا الإعلام الرخيص وجودها وجرائمها بل الورود، ويتيح للبكائين منهم كل الوقت للوقوف والصراخ أمام الكاميرات وكيل أقذع الشتائم والسباب والاتهام لسورية الوطن والشعب والقيادة . أليس من التجني على الحقيقة أن يقال إن هؤلاء سيكتبون تاريخ سورية لأنهم يمثلون الشعب السوري العظيم الذي يطالبه الغرب وحكام النفط أن يستسلم لقيادتهم العرجاء له؟بئس معارضةكهذه،وبئس كتبة كهؤلاء وبئس تاريخاً كهذا يلفقونه!!‏

نموذج المعارضين في الخارج الذين يعيشون على فتات الموائد الغرب والمشيخات الخليجية ويمرغون كراماتهم عند أبواب الباب العالي العثماني استجداء لدعم معنوي متمثل في اعتراف فارغ بمجلسهم (الوطني) بعد امتلاء جيوبهم بأموال البترودولار، هذا النموذج موجود في معظم حقب ومراحل تاريخ أمتنا العربية، وترك على صفحاته ندوباً وتشوهات لا يمكن أن تمحى وستظل اصبع اتهام مرفوعة في وجه كل من تسول له نفسه أن يسلك الطريق نفسه ويغدر بشركائه في الوطن .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية