بل على العكس من ذلك تماماً فكل ما نتج عنها هو المزيد من العقوبات الاقتصادية، والعنف والفوضى الناتجة عن الدعم المتزايد لهذه الدول للمعارضة المسلحة ،ما نتج عنه التضييق على الشعب السوري في عيشه وأمنه وتكدير صفو حياته .
تونس استضافت مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية في 24 شباط 2012 والذي وصفه محللون أنه غريب لأنه لا يشمل جميع الأطراف المعنية في الأزمة السورية، ولذلك لا يمكن أن تكون نتائجه قانونية بل قد تساهم في تأجيج الوضع وتفاقم الأزمة.
وشدد المؤتمر الذي قاطعته كل من روسيا والصين على اتخاذ خطوات لفرض القيود والعقوبات على سورية ، وقد تظاهر العديد من المناهضين لهذا المؤتمر في العاصمة التونسية متضامنين مع الشعب السوري ضد تحركات فرنسا وأميركا وبعض العرب وتحريضهم في المؤتمر على الشعب السوري وفرض المزيد من العقوبات غير الإنسانية عليه.
وفي تركيا اعتدت قوات الأمن التركية على مظاهرة احتجاجية نظمها مواطنون أتراك من (اتحاد الشباب الأتراك) وعدد من السوريين في مدينة اسطنبول يوم الأحد 1 نيسان للاحتجاج على انعقاد مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية في تركيا ورددوا الهتافات الرافضة للتدخل الخارجي والمنددة بـاجتماع اسطنبول المعادي للشعب السوري .
و في المؤتمر الذي حضره ممثلو دول مصرة على تأزيم الوضع السوري ذكر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن (الدول الصديقة لسورية) ستنشئ مجموعة تعمل على فرض عقوبات على الشعب السوري وزيادة الدعم المادي والعسكري للمعارضة المسلحة .
وفي باريس عقد مؤتمر ما يسمى أصدقاء الشعب السوري في 6 تموز حيث دعا البيان الختامي مجلس الأمن الدولي إلى أن يصدر بشكل عاجل قراراً ملزماً تحت الفصل السابع و تكثيف المساعدة والدعم للمعارضة المسلحة ،وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المؤتمر باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حول سورية مدعوم بعقوبات .
واجتمعت مجموعة ما يسمى أصدقاء سورية في هولندا لمناقشة تشديد العقوبات على دمشق يوم 20 أيلول وزيادة توتير الأجواء عبر فرض عقوبات إضافية على دمشق وفرض القيود على القطاع المالي والذي اعتبره المجتمعون أحد أهم مواضيع الاجتماع ما يؤكد النية للتضييق على الشعب السوري في لقمة عيشه ورزقه .
وعلى هذا النحو سعى مؤتمر ما يسمى أصدقاء الشعب السوري في 30 تشرين الثاني الذي حط رحاله في اليابان والذي بحث تشديد العقوبات على دمشق وفي الاجتماع الذي عقد في العاصمة اليابانية طوكيو الجمعة 30 تشرين الثاني تم بحث حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد سورية وزيادة الضغط السياسي عليها. و لم تفلح وعود كويتشيرو غيمبا وزير الخارجية الياباني في كلمة ألقاها أمام الوفود المشاركة في اللقاء أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يعقد في آسيا وسيبعث برسالة سياسية قوية من أجل إنهاء العنف حسب تعبيره ،لم يتحقق شيء سوى المزيد من العنف في سورية والمزيد من التسليح و الضغط الاقتصادي على رئة الشعب السوري .
وفي نسخة أخرى لمؤتمر ما يسمى أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في مراكش في 12كانون الأول المنصرم والذي غابت عنه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية لجرثومة أصابت معدتها كما تدعي ، تمت مصادرة حق الشعب السوري في اختيار ممثليه الحقيقيين بالاعتراف بائتلاف الدوحة ممثلا شرعيا للسوريين ما شكل مقدمة لدعم إضافي للمعارضة المسلحة بالمال والسلاح.
أشرف بيومي الأستاذ في جامعة ميشيغان قال إن الأطراف التي شاركت في الاجتماع تحاول إيجاد غطاء سياسي للمعارضة المسلحة الذين يعملون على تغيير السلطة بقوة السلاح.. بيومي أكد أيضاً أن ائتلاف الدوحة الذي تشكل في قطر أصبحت قوته الدافعة والمحركة هي الولايات المتحدة الأميركية التي تريد خلق جسم سياسي موحد، (ولو صورياً على الأقل)، لتوفير غطاء للتحركات السياسية والعسكرية القادمة كما هو الحال في جميع المؤتمرات السابقة .
الباحث السياسي بيومي أشار إلى أن ائتلاف الدوحة وجد ليكون له كرسي في المؤتمرات القادمة عله يكون أكثر فاعليه حسب ما يرى الغرب مع أنه يفتقر إلى المصداقية منذ البداية لأنه مُشكّل ومنسق من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لكي يعطي ركيزة سياسية للتحركات الأميركية في المرحلة القادمة،بينما أشار العديد من المحليين والمراقبين إلى أن مؤتمرات ما يسمى بأصدقاء سورية ليست سوى مسرحيات استعراضية يريدها الغرب وبعض العرب لحشد المزيد من الدعم السياسي والعسكري لائتلاف الدوحة وزيادة الضغط على الشعب السوري عبر تشديد العقوبات الاقتصادية عليه ما يزيد ويفاقم الأزمة في سورية ويؤسس لاستمرارها وهذا ما يريده الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية .