163 فضائية معادية لسورية، واكثر من 1700 وسيلة اعلامية اخرى تعمل على تشويه الحقائق الجارية على الارض السورية، كل ذلك خدمة للحملة الاعلامية الشرسة التي تشن ضد سورية، والتي تهدف الى الغاء الوعي لدى المواطن السوري ووضعه في حالة عدم توازن من اجل ان يسهل تمرير المخطط المعادي .
لقد عمدت تلك القنوات الى ضخ اكبر كم ممكن من التقارير الملفقة والتغطية المشبوهة والكاذبة عما يجري في سورية بأسلوب ممنهج مدروس، بهدف خلق انطباع لدى المشاهد بأن ما يشاهده حقيقي لأن هذه القنوات كانت تنقل صورا وفيديو شبيهة لما جرى في مصر وتونس، بهدف الانتقال الى مخطط التحريض والفتنة وإحداث فوضى يكون ضحيتها مواطنون على أيدي مجموعات ارهابية مسلحة مدعومة من أعداء سورية لكي يظن الشعب و يتم اقناعه أن الجيش العربي السوري هو من يقف وراء العنف ضد الشعب، كما كان يجري تماما في باقي البلدان العربية الاخرى، وكل ذلك بهدف ضرب الوحدة الوطنية في الداخل السوري، كما تم اشتراك فضائيات تم رسم أدوارها لتقوم بالدور المناط لها، هدفها تسارع الأحداث وصولاً إلى التدمير المبرمج لمقدرات الدولة السورية وعلى الصعد كافة، حيث استخدمت تلك القنوات كل ما لديها من سموم للتأثير وتشكيل قناعات لدى شرائح المجتمع.
الأكاديمي الفرنسي بيير بيسيني وغيره من الأكاديميين المتخصصين في مجال الإعلام والذين طرحوا إشكالية المصدر في وسائل الإعلام وتأثيرها على الرأي العام العالمي بشكل غير إنساني يقول: إن نقل الأخبار عن النشطاء وما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان هو تلاعب بمصادر الأخبار وتضليل الرأي العام وذلك عبر تقارير النشطاء التي تكون في أغلبها مبالغ فيها وتسعى لتحريف الأخبار الحقيقية حول الأحداث التي تشهدها سورية، مضيفا أن «حقيقة الأزمة في سورية لا تجد انعكاسها في وسائل الإعلام العربية والدولية ووكالات الأنباء التي ترسم مشهدا مغايرا للحقيقة وتقدم صورة غير صحيحة ومبالغ فيها.
صحيفة فورين بوليسي الأميركية قالت في تقرير لها حول تغطية قناتي الجزيرة والعربية للأحداث في سورية إن أخبارهما سيئة، ما شكل انحطاطاً للمعايير المهنية الخاصة بالقناتين، خاصة مع تخليهما عن ضوابط التقصي المبدئية، والاعتماد على متصلين مجهولين ومقاطع فيديو لا يمكن التحقق من مصداقيتها. وانتقد التقرير اعتماد القناتين على « شهود العيان» الذين يحملون مقاطع على يوتيوب، من قبل أشخاص ذوي خلفيات مشبوهة، إما يتمركزون خارج سورية أو داخلها، ويتحدثون عبر سكايب حول أحداث تجري بعيدة مئات أو آلاف الكيلومترات عنهم. ويرصد تقرير فورين بوليسي الأميركية الكثير من المقالات شككت في مصداقية ما يسمى بـ»المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره لندن، والذي كثيراً ما تعتمده الجزيرة مصدراً رئيسا لما يجري ميدانياً في سورية.
لقد وصل التضليل والإفلاس الإعلامي لقنوات التحريض العربية وعلى رأسها قناة “الجزيرة” القطرية إلى درجة فبركة واختلاق مظاهرات في قلب العاصمة دمشق، حيث بثت يوم الاثنين 12 /3/2012 مشاهد تظهر ما أسمته “مظاهرة في منطقة الصالحية والميدان بدمشق”، الامر الذي نفاه أهالي المنطقتين والإعلام والتلفزيون الرسمي السوري الذي كان حاضراً من خلال عربة البث المباشر في المنطقتين المذكورتين.
الفضيحة الكبرى التي اظهرت زيف ما تبثه القنوات المعادية لسورية حديثها الدائم بأن الجيش العربي السوري لا يحرز أي تقدم ولا يقوم بأي إنجازات على الأرض في حلب، بل إن ما يسمى الجيش الحر هو الذي يتقدم وينتصر ويسيطر ويدمر ويسقط ويرفع وينزل ويكر ويفر، تماماً هذه هي الصورة التي تقدم على خرائط الجزيرة والعربية وغيرهما، خلال حصص التحليل العسكري التي قدماها طوال العام المنصرم في نشراتهم وبرامجهم، الحقائق على الأرض قبل تقرير مراسل الجزيرة بساعات كانت تتحدث عن سيطرة الجيش السوري على حي صلاح الدين في حلب، ولكن المراسل كان يصر في كل تقاريره ورسائله على أن ما يسميه الجيش الحر هو المسيطر، فماذا كانت النتيجة، النتيجة كانت أن حتى ما يسمى الجيش الحر وفق ما ذكرت الكثير من المصادر الإعلامية ومنها صحيفة الديار اللبنانية بات يحمل «الجزيرة» ومراسلها في حلب المسؤولية عن مقتل العشرات منهم، لأن مسلحيهم كانوا لا يتابعون إلا «الجزيرة « ولا يلتفتون إلى الإعلام السوري من باب الثقة بالجزيرة وبكل ما تقول، فدفعهم تصديق كلام مراسل الجزيرة عن سيطرة المسلحين على حي صلاح الدين إلى التوجه إلى الحي بشكل عشوائي على أنهم هم المسيطرون، كما سمعوا على الجزيرة ما أدى إلى جعلهم في متناول جنود الجيش العربي السوري الذين كانوا يمتلكون التحكم بالأرض كلياً فقتلوا العشرات منهم.
احد فصول التضليل كان الجزم من قبل كل المحطات العربية والغربية ومنها الأميركية وعلى رأسها السي إن إن والبي بي سي في 21/8/2012 أن السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية قد اعلن انشقاقه وقد أصبح في المملكة الأردنية، لتأتي الحقيقة من مكتب الشرع ونفيه جميع ما أشيع من اخبار كاذبة، وليظهر على شاشات التلفزة خلال استقباله وفدا من مجلس الشورى الايراني في 26/8/2012 .
احدى الشهادات على فبركة « الجزيرة للأحداث في سورية» ما قاله مراسلها في موسكو محمد حسن اثر تقديمه استقالته من « القناة»: كان يُطلب مني نقل الحدث المتعلق بالشأن السوري بشكل مناف للواقع، وعدم نقل الحقيقة كاملة، بل جزء من الصورة، كيلا تصل كاملة للمواطن العربي .
ويقول حسن في هذا الصدد: « طُلب مني التعليق على خبر مفاده أن القوات الخاصة الروسية تدخل الأراضي السورية،فقلت لهم إن الخبر غير موثوق، وكيف لي التأكد منه قبل ربع ساعة من موعد النشرة الإخبارية؟
ويكمل الشريط الإخباري بقية القصة، وكما نقلتها شاشة «الجزيرة « في 20 آذار الماضي:
قال المذيع في النشرة: جاء على وكالة انترفاكس نقلا عن وكالة يو بي أس أن سفينة تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب وصلت الى طرطوس، للمساعدة إذا تطلب الأمر لإجلاء المدنيين الروس، فرد حسن على الهواء: لا يوجد ما يؤكد هذا الموضوع ، ولا يوجد أي معلومات تؤكد مغادرة أي جندي متن أي سفينة حربية، ليقاطعه المذيع بالقول: ولكن هذه المعلومات جاءت عبر أنترفاكس .
ويعلق حسن بالقول: يومها كانت الوكالة أمامي عبر الكومبيوتر، ولم أقرا فيها بتاتا مثل هذا الخبر، الذي رفضت مجاراتهم به.