,لكنهم اصطدموا بحجر الأساس السورية المتماسكة والواعية منذ بداية الأزمة إلى كل تصرف قاموا به وإلى كل كلمة قالوها لتفتيت هذه ( السورية ) العملاقة ,بمحبة أبناء شعبها لبعضه البعض حتى في أصعب الظروف وأتعس الأحوال .
واهم من يعتقد أنه ينال من قوة النسيج السوري المتين ورغم الأسى والألم زادته هذه الأزمة متانة وصلابة .
بالأمس ألقيت تحية الصباح إلى جارنا المشغول بترتيب عبوات الزيت لمؤونة الشتاء فرد التحية مبتسما وقائلا :هذه مونة العام من الزيت اعتدنا إحضارها من قرى ريف طرطوس الرائعة والمتميزة بجودة زيتها ,ما لفتني في حديثه قوله أليس حراما تدمير سورية وتدمير محبة هذا الشعب لبعضه فقلت له لا يستطيعون لأن محبتنا من عمر بلدنا وبلدنا لها تاريخ موغل في التاريخ ,ومن حديثه أراد إفهامي أنه من طائفة والزيت الذي اعتاد عليه يحضره من طائفة أخرى والملفت أنه ورث هذه العادة من والده وهو يورثها لأولاده من خلال تعامل العائلة مع افراد العائلة الأخرى فأخبرته بأنك لست الوحيد من يتصرف هكذا فالكل يتعامل مع الكل والكل يحب الكل ولا يقتصر الأمر على أمور المونة بل سأل عن أحوال الآخر في السراء والضراء ويعايده في كل المناسبات .
فطمئنته أن شعب يتصرف هكذا من مئات السنين لاتستطيع عاصفة هوجاء أن تضرب جذوره وتوقظ سقم الطائفية الذي تعافى منها منذ تاريخه بفضل وعيه ومعرفته ماذا يريد من الآخر ويعلم أين يريد الآخر أن يوصله ,فهذه حكمة الله في أرض سورية خلقها متنوعة في كل شيء لتبقى اللوحة الأجمل والأبهى مهما أرادوا تشويهها ولتبقى إرادة شعبها مضربا للأمثال على مر التاريخ .