تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الربيع الذي أرادوه ....

مجتمع
الخميس 3-1-2013
ملك خدام

لفتتني أمنيات الشعب السوري عبر قناة (سما) بمناسبة أعياد الميلاد، إذ تمنى أحدهم أن يأتيه بابا نويل في باص كبير، يحمل أبناء الشعب السوري في رحلة أو سيران لطالما افتقده الصغير قبل الكبير على مدار عامين متواليين من دوران رحى الأزمة، بينما تمنى الآخر،

أن يمد بابا نويل بسطة فيها كل ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية بأسعار معقولة.‏

أما الثالث فقد تمنى أن يأتيه بابا نويل بجرة غاز، وخزان مازوت، وبضع ربطات خبز.. ورغم الغصة التي انتابتني أمام تلك الأمنيات، بيد أني اعتبرتها تعبيراً شعبياً عفوياً عن آلام المخاض ، الذي تمر به سورية الغد.‏

والذي لابد أن يسفر عاجلاً أم آجلاً عن مولد الربيع الآخر، نعم الآخر القادم تلقائياً من رحم الأزمة وليس المولود قيصرياً من خارجها، فهذه السنوات العجاف لابد أن تعقبها أخرى ممتلئات بالعطاء والخير الوفير، ولاسيما أن كل المعطيات والمؤشرات من الداخل والخارج وعلى الحدود المتاخمة لسورية، باتت تبشر شعوب المنطقة عامة وسورية خاصة بربيع «حقيقي» من صناعة شعبية، وليس مستورداً ومعلباً بإملاءات مبطنة من الخارج، وتدخل أجنبي سافر، ما يترجم على أرض الواقع مقولة شاعرنا «إذا الشعب يوماً أراد الحياة».‏

فها هو شعبنا يصنع بصموده وصبره وآماله وآلامه معجزة المعجزات، إذ حول جحيم ربيعهم المستورد والمغلف في شحنات الأسلحة والبارود المحمل في قوافل عصاباتهم الإرهابية إلى نعيم حقيقي يؤكده حراك أبناء الشعب السوري الآتي لا محالة في ربيع آخر يحمل صبغة أبنائه الأحرار الشرفاء الذين يعبرون بالقول والفعل أن هذا الربيع قد صنع حصرياً في سورية، التي لا تركع لمعتد، ولا تنحني لغاصب، ولا يرهبها عدو، ولا يقتلها حصار، أو يفنيها جوع، وإن من يتتبع بحيادية إرهاصات تداعيات الأزمة السورية في المنطقة، يدرك من الخارج قبل الداخل أن ربيعهم «المزيف» قد ولى إلى غير رجعة، وأن ربيعنا الحقيقي آتٍ لا محالة، يزهر فينا وعبرنا وعلى من حولنا، الياسمين الدمشقي، والورد الجوري، والقرنفل، والرياحين المعتقة بدماء شهداء جيشنا العربي السوري الأبرار، الصناع الحقيقيون وليس الفخريون لربيع سورية الآخر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية