تسمو العبارة حين تحلق في وجدان الفضيلة ، وفضيلة السوريين أنهم عبروا سلم الأزمة على درجات الوعي والفهم والإدراك ، لحقيقة ما يجري .
كل عبّر وشارك وتمنى.... الغالبية العظمى من الشعب كانت حاضرة بامتياز في قلب الأزمة ، ابتكروا كل أنواع التصدي والتحدي وتوصيل ما انقطع من عرى الوطن ....
وبعد مرور ما يقارب العامين من عمر خريطة التآمر والخراب بحق سورية الوطن والإنسان ، كيف ودع السوريون عامهم الفائت واستقبلوا القادم، في أيام مباركة تشهد أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية والتي مرت عظيمة بحزنها شريطاً واسعاً وطيفاً معبأ بأمنيات وأحلام ما زالت لا تصدق في العديد من جوانبها.
السوريون ما زالوا في حالة اندهاش واستغراب.
السوريون رغم مرارة الواقع لا يصدقون الذي حل ببلدهم ،وبنفوسهم وبشعبهم وبأرضهم، رغم الانخراط العميق بمعرفة الأسباب والنتائج.
سورية خسرت هدأة الليل ونشاط النهار ،خسرت الشباب والأبناءوالآباء والأمهات والأخوات والأطفال ، خسرت العقول والخبرات والكفاءات.
سورية رغم جراحها التي تكفي ألماً و وجعاًكل مساحة هذا الكون ما زال أبناؤها يدعون لكل من ضل وتاه وكفر وقتل وقطع وشتم بالهداية والرجوع إلى جادة الصواب على سجادة الوطن.
السوريون قالوا كلمتهم الرائعة على اختلاف مشاربهم وهم يودعون عامهم بالدماء والدموع ومحطات الانتظار....
لا أمنيات شخصية ... الأمنية الجامعة الوحيدة الموحدة نطقتها ألسنة الشرفاء ، أن تتعافى سورية ويبرأ الوطن من براثن الإجرام والإرهاب، وأن يتواصل رباط الوطن بتماسكه وتمسكه لعفة سورية وكرامتها.
الشباب تمنوا أن يعود سلم المواطن السوري إلى ما كان عليه،أي إلى سمعته الطيبة ،سمعته الوطنية والاخلاقية والإنسانية أطفال سورية بكل أعمارهم البريئة كانوا فصيحي اللسان بليغي البيان، فصدق عواطفهم ومشاعرهم صبغت ألوان كلامهم «نحن نحب سورية كتير» «يا رب تحمي أرضنا وشعبنا وقائدنا» نحن أطفال هذا الوطن اشتقنا لحاراتنا وحدائقنا ومدارسناورفاقنا «والله سورية حلوة ... ليش عما يدمرها الإرهابيون »؟؟
آباء ورجال سورية تمنواأن يفرج الله الهم والغم والكرب عن العباد ،عباد سورية الذين ذاقوا الويلات من حجم التآمروالخراب آملين أن تسلم النفوس وتصفى الفلوب وتعود اللحمة الوطنية لما كانت عليه.
حرائر سورية من أمهات وزوجات وشابات «لاشيء جميلاً في هذا الكون كله إذا لم يكن الوطن بخير ،لأن خيمة الوطن حين تكون كاملة مكتملة تمنع كل الرياح العاتية من الاقتراب من سور عضائدها ،فأعظم أمنية أن يعم السلام ربوع الوطن.
هي أمنيات مجبولة بتسارع دقات القلوب ،قالها السوريون كل على طريقته،مع التأكيد أن سورية لا تستاهل أن يحدث فيها ما حدث ، لأنها الشاطئ الذي يرسو بالقرب منها عابرو الطرق عبر البر والبحر والفضاء ، الله يحمي الجيش السوري العقائدي والذي بدوره يحمي كل ذرة تراب من أرض سورية الطاهرة المقدسة .
أطفالك كبروا يا سورية وشبابك صاروا رجالاً
والرجال تتبارى في معقل المجد والعزةوالرجال ... مدعومون ،معززون بتشجيع من روح الأنثى المعطاء من تاء التأنيث السورية التي أذهلت بكبريائها كل المراهنين والطامعين والمتطفلين على شرفها.
صلى السوريون من أجل الوطن ، وزادوا من عدد الركعات وأطالوا في السجدات والابتهالات والدعوات في كل الأوقات لأرواح الشهداء لليتامى ،والثكالى، والمقهورين،متوكلين على فضائل بسم الله الرحمن الرحيم ، مالك الملك ، قاهر كل معتد أثيم اللهم ثبت بقوتك وقدرتك أقدام جيشنا الباسل،واجعل النصر المؤزر حليفه ،واشف جرحاه ومصابيه وصبر أهله وذويه....
أماني وأمنيات ... رشقتها شغاف قلوب السوريين قبل ألسنتهم ... كل عام وأنتم سوريون أحراء كرماء أعزاء