واسقاط الدول المقاومة والممانعة، واستبدالها بأنظمة تبعية تنفذ ما يوكل إليها من أدوار مشبوهة على حساب مصالح شعوبها، بحيث يتسنى لأعداء الأمة السيطرة على مقدرات وثروات المنطقة والتحكم بقرارات ومصير شعوبها.
فأردوغان وبعد أن هلل لتدمير ليبيا، وقتل الآلاف من شعبها على أيدي قوات «الناتو» ، وتقاسم مع الغزاة ثروات هذا البلد لم يتوان للحظة واحدة باستعراض عضلاته الخلبية للتدخل في شؤون دول الجوار تنفيذاً لأوامر مشغليه، فنصب نفسه وصياً على الشعب السوري وزرع بين أبنائه الموت والدمار، ولم يزل يستجدي التدخل الأجنبي، ويحاول توريط «الناتو» بسياسته الارهابية تجاه السوريين، ولم يترك مناسبة إلا واستغلها لإثبات ولائه وطاعته لأسياده في أميركا والغرب، ولذلك نجده اليوم يحشر أنفه في الشأن العراقي، ويعمل على زرع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي لإدخاله في حروب أهلية تروي عطشه في ايجاد موطئ قدم له في هذا البلد، علها تعزز أوهامه بأن يصبح الخليفة العثماني الجديد.
النزعة الاستبدادية لأردوغان جعلته مجرد دمية بيد أميركا والغرب، فتوهم أنه بتنفيذه للمخططات الاستعمارية الموكلة إليه سيتيح لبلاده الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من أبوابه الواسعة، وبدل أن يعتمد سياسة تصفير المشكلات مع دول الجوار بات يخلق العداوات تلو الأخرى معها، وفي الوقت نفسه ينسق مع الكيان الغاصب ويقدم له كل ما يحتاجه لاستكمال مشروعه الصهيوني التوسعي، بعد أن قدم نفسه عدواً لهذا الكيان وصديقاً حميماً للشعب السوري، ليكشف بذلك عن دوره الفاضح في التآمر على القضايا العربية لمصالح شخصية ضيقة.
لقد خسر أردوغان نفسه قبل أن يخسر ثقة شعبه الذي لم يسلم هو الآخر من ديكتاتوريته وتسلطه، واذا ما استمر بسياساته الحمقاء تلك فإنه حتماً سيجر بلاده إلى هاوية الانهيار المحتوم الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق مع ازدياد معارضيه في الداخل، وبدل أن يصحح أخطاءه ويكسب ود الجميع اختار المضي في نهجه المدمر، ويحاول الآن تصدير أزمته الداخلية إلى دول الجوار على أمل اطالة بقائه في السلطة وتفرده بالقرارات، ولكن ذلك لن يدوم طويلاً، ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح.
nssrmnthr602@gmail.com